السيد المحرر، رداً على مقال محمد علي داد، المنشور في "الحياة" العدد 13633 بتاريخ 9/7/2000 تحت عنوان بحثاً عن عاصمة للصومال، ارجو التكرم بنشر هذا الرد. أولاً: ان كاتب المقال ركز حديثه عن الخراب والدمار والجثث والاشلاء التي وقعت في مقديشو العاصمة الصومالية بعد زوال حكم سياد بري، ولم يتعرض الكاتب من بعيد او قريب للخراب والدمار والمقابر الجماعية التي جمعت أشلاء مئات الآلاف الابرياء في هرقيسا عاصمة أرض الصومال، ولم يسبق لاحد ان أثار هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق المدنيين العزل في شمال الصومال. ثانياً: لم يذكر كاتب المقال كذلك عند حديثه عن الممتلكات أن 50 في المئة من الممتلكات في مقديشو تعود ملكيتها لمواطني جمهورية أرض الصومال فنسوا هذه الممتلكات ولم يطالبوا بها بعد تحرير ارضهم واعلان دولتهم وانفصالهم عن الجنوب وذلك لكون الحرية أثمن الممتلكات على الاطلاق في نظرهم. ثالثاً: ان مقال جاء ناقصاً حين أورد مجموعة مبررات ومعطيات تتفق مع عنوان مقاله الرامي لاثبات عدم صلاحية العاصمة الحالية مقديشو كعاصمة للصومال وضرورة البحث عن بديل لها ولكنه لم يقترح او يسمي اسماً واحداً من مدن الصومال الأخرى يصلح لأن يكون بديلاً لمقديشو وذلك لأنه ليس لديه بديل. وانه يعلم تماماً ان كل المدن البديلة واقعة ضمن حدود جمهورية أرض الصومال وان المدن المهمة في الجنوب تحت سيطرة عيديد الذي يتخذ من مقديشو عاصمة له وهو الرجل الأقوى في جنوبالصومال وأي حل لا يوافق عليه لا يرى النور. وهذا هو سبب وسر حيرة الكاتب الذي يبحث عن عاصمة بديلة ولا ندري اين يقترح عاصمته الجديدة. رابعاً: لعل كاتب المقال يعلم ان جمهورية ارض الصومال سبقت جنوبه في نيل استقلالها في 26/6/1960 ثم اعقبها الجنوب، ثم ان أرض الصومال هي التي بادرت بتكوين الدولة الموحدة مع الجنوب، وعند زوال هذه الدولة وانقسامها بادر ابناء دولة ارض الصومال للجلوس تحت الاشجار 20 شهراً للتداول والبحث عن كيفية الخروج من مأزق التشرذم والتمزق الذي ضرب اطناب الصومال وكانت ثمار ذلك بناء دولة من الصفر أصبحت الآن لها من القوة ما يؤهلها للدفاع عن مكتسباتها التي حققتها في وقت وجيز ومنها اساسيات ومؤسسات الدولة من دستور وبرلمان ومجلس شيوخ ووزارات وقوات مسلحة وقوات الشرطة والمرور والدوائر الاعلامية من اذاعة وتلفزيون وصحافة حرة والجامعات والمدارس وتوفير الاتصالات الحديثة وانها بصدد اعلان احزابها السياسية وتداول السلطة فيها بطريقة يتمتع كل فرد فيها بالعدل والمساواة والديموقراطية. ومن هنا فإننا ننصح اخواننا الذين يجتمعون في جيبوتي أن يعود كل منهم لديرته وعشيرته وان يتم التفاهم حول كيفية جمع أفرقاء الجنوب الذين وصل عددهم في مقديشو وحدها خمسة اقسام هم: عيديد وموسى سوطي وعثمان عاتو وعلي مهدي والمحكمة الاسلامية وجيوش كثيرة مقسمة، اضافة الى عبدالله يوسف في المنطقة الوسطى وهو ألد الخصوم لمؤتمر جيبوتي في الجنوب كله ولا يمكن تجاوزه. ولا بد لهؤلاء ان ينسوا الماضي وان يلغوا الانتقام من بعضهم البعض ويلتقوا على كلمة سواء تغلب فيها المصلحة العامة على مصالح الافراد وتلك هي اقرب الطرق لتجاوز الوضع الحالي واقامة دولة موحدة ويتم الاتفاق على كيفية ادارتها وتداول السلطة فيها في شيء من الحرية وبعيداً عن لغة الاقتتال. ومتى تم تأسيس دولة موحدة مستقرة في الجنوب فإن جمهورية ارض الصومال مستعدة للجلوس مع ابناء الجنوب والتفاهم حول تحديد اطر التعامل بينهما كدولتين جارتين بينهما مصالح مشتركة بموجب اتفاقات محددة تضمن مصالح الطرفين. اما تدخل الجهات الأجنبية في قضية الصومال فلا يعدو كونه صب الوقود على النار. فوزي عسكر صومالي مقيم في الرياض