لم يدع فريق لاكي سترايك رينارد بار هوندا الخيبة الناتجة من المطر المفاجئ في الجائزة البريطانية الكبرى، تبعده عن إكمال 3 أيام متكاملة وناجحة من التجارب الخاصة بالتعديلات الجديدة لجائزة إسبانيا الكبرى على حلبة كاتالونيا. وانضم سائق "التطوير" في الفريق باتريك لوماري الى جاك فيلنوف وريكاردو زونتا للوقوف على التعديلات الأكثر ملاءمة لسيارة بار هوندا 2، وتركزت معظم تجارب السائقين الثلاثة على إيجاد أفضل تعديلات للهيكل، وكشف نوعية الإطارات المناسبة للجائزة الاسبانية، في حين حمل لوماري على عاتقه ايجاد أفضل سبل لتطوير المحرك والهيكل الخاصين بالسيارة الجديدة. غالباً ما اتسمت حلبة كاتالونيا بالصعوبة البالغة بدءاً من التجارب التمهيدية الخاصة بالفرق وصولاً الى السباق، لأنها تضم مجموعة كبيرة من المنعطفات الحادة السريعة، ما يفرض على السيارات فعالية قصوى في الانسيابية. كما أن مسار هذه الحلبة يفترض تعديلات خاصة بالنسبة الى المطبات التي يحويها. إن طبيعة مسار هذه الحلبة تشكل ضغطاً كبيراً على مركز الثقل في السيارة، ما يتسبب بانزلاقات كثيرة، وهذا ما يظهر جلياً خصوصاً مع المواصفات الحالية للاطارات المخططة. كما أن طبيعة الحلبة الاسبانية السريعة، تعني فرض ضغط جسدي هائل على السائقين، خصوصاً على العنق. كان سباق العام الماضي واحداً من أكثر المنافسات تحدياً بالنسبة الى فريق بريتش أميركان رايسينغ، إذ تمكن الكندي جاك فيلنوف من الحلول في المركز السادس في التجارب الرسمية، وتقدم عند انطلاق السباق سريعاً الى المركز الثالث حتى دخوله الأول الى الحظيرة، متقدماً عليه فقط كل من ثنائي فريق ماكلارين هاكينن وكولثارد. وتوقع بطل العالم لعام 1997، تسجيل أولى النقاط لفريقه في عالم الفورمولا واحد، لكنه عانى مشكلات في علبة التروس في اللفة 40 حرمته من ذلك. وأنهى ميكا سالو، بديل ريكاردو زونتا في تلك الجائزة، السباق في المركز الثامن بعد إلغاء نتيجة سائق فريق ستيوارت، وقتها، روبنز باريكيللو بسبب مخالفة سيارته للأنظمة التقنية. وعرفت جائزة إسبانيا الكبرى عام 1999 سيطرة مطلقة لسيارتي ماكلارين - مرسيدس مع هاكينن أولا وكولثارد ثانياً، بينما حلّ سائق فيراري مايكل شوماخر ثالثاً بفارق 30 ثانية. وتوقع ريكاردو زونتا أن تكون المنافسة هذا العام أكثر حدة بالنسبة إليه: "أنا أحب هذه الحلبة لأنها تتضمن الكثير من المنعطفات السريعة. إنها حلبة تفترض التحدي، ونحن نعرفها جيداً لأننا غالباً ما نجري عليها الكثير من التجارب. وعلى رغم كونها سريعة جداً، فإنها تتطلب أيضاً مقدرات جسدية هائلة. أود حقاً التركيز جيداً على تطوير أدائي في أثناء التجارب الرسمية، فهو لم يكن جيداً حتى الآن، وإذا ما استطعت، فإن لدي أملاً بإنهاء السباق في مركز متقدم يضمن حصولي على نقاط". وقال مدير فريق بريتش أميركان رايسينغ، رون ميدوز: "إن تحضيراتنا لهذه الجائزة تبدو أكثر من جيدة بعد تجارب نهاية الأسبوع. ونعرف بعد سباق العام الماضي، كما من نتائج تجاربنا، أن حلبة كاتالونيا تلائم سياراتنا بشكل جيد، فالمقدرات الديناميكية هي كل ما يهم هنا، مع الأخذ بالاعتبار طبيعة المسار والمطبات التي يحويها. إنها حلبة تعاني عليها سيارات الفورمولا واحد مشاكل الانزلاق، وإذا ما توصلنا الى موازنة التعديلات الجيدة على هيكل سياراتنا مع المحافظة على طواعيتها، فهذا يضمن لنا حتماً المقدرة على تسجيل نقاط جديدة".