لم تأت جائزة اليابان الكبرى للعام الماضي، بأي نقاط لفريق بريتش - أميركان رايسينغ، إنما اعطت الطواعية التقنية لسيارات الفريق، خصوصاً أن هذه الجائزة كانت في نهاية الموسم. وبعد تطويرات كبيرة عرفتها السيارات، بدا أداؤها متمايزاً... وكان أكبر مردود حصل عليه الفريق، إكمال سائقيه هذه المرحلة الصعبة. فبعد تأهلهما في المركزين ال11 وال18 في التجارب الرسمية التأهيلية، أنهى كل من جاك فيلنوف وزميله ريكاردو زونتا سباق جائزة اليابان في المركزين ال9 وال12 على التوالي، ولم يخفقا في إيصال سيارتيهما الى خط النهاية. وقد فاز بهذه الجائزة، الفنلندي ميكا هاكينن، سائق فريق ماكلارين - مرسيدس، وبهذا الفوز، حقق الفنلندي لقبه الثاني على التوالي في بطولة العالم للسائقين. وقد حلّ سائقا فريق فيراري، الألماني ميكايل شوماخر والإيرلندي إيدي ايرفاين، في المركزين الثاني والثالث على التوالي، وحققا ل"سكوديريا فيراري"، لقب بطولة العالم للصانعين، وذلك للمرة الأولى بعد 16 عاماً. ويأمل سائق فريق لاكي سترايك، الكندي جاك فيلنوف، بطل العالم لموسم 1997، بتحقيق إنجاز جديد في اليابان، خصوصاً أنه يختزن ذكريات جيدة من هذه الجائزة في الماضي. وقال المتسابق الكندي: "أحب حلبة سوزوكا ولدي الكثير من الذكريات الجيدة فيها، خصوصاً أثناء مشاركاتي في سباقات الفورمولا 3 في اليابان. لقد كنا سريعين جداً على هذه الحلبة في الماضي، على رغم أن سباقاتنا لم تكن جيدة كلها. ونأمل هذا العام بأن نحقق سباقاً جيداً ايضاً. حلبة سوزوكا رائعة خصوصاً لجهة رسم مسارها، وبالامكان القيادة على وتيرة تسارع عالية، ولكنها حلبة صعبة أيضاً من أجل تحقيق أوقات جيدة، والقيادة بخط نظيف... وعلى رغم كل شيء، أنا أحبها كثيراً. رئيس فريق المهندسين، ستيف فاريل، اعتبر من جهته، أن للفريق فرصة كبيرة بتحقيق نتيجة طيبة: "لطالما كانت حلبة سوزوكا المفضلة بالنسبة الى السائقين، ونحن لدينا أفضل سائق في هذا المجال، أي فيلنوف الذي له خبرة طويلة في المشاركات هناك. من الواضح جداً أننا توصلنا الى مواصفات تقنية عالية إن لجهة المحرك، أو لجهة ايجاد التعديلات الملائمة. فيلنوف يحب هذه الحلبة، ومع بعض التعديلات المناسبة وبعض الحظ، قد تكون لدينا فرصة كبيرة بتحقيق مركز آخر على منصة الفوز. ومن المؤكد أن هذا السباق مهم جداً لشركائنا في الفريق، أي هوندا، وأنا واثق من أنهم سيبذلون جهوداً كبيرة من أجل الظهور بأفضل مظاهرهم في جائزة بلادهم وأمام جمهورهم. وأكثر من ذلك، فإن التنافس قد احتدم كثيراً على لقب بطولة العالم للصانعين، وأكثر على المركز الرابع ضمن هذا الترتيب. ونحن نأمل الكثير من هذا السباق، وسننتظر لكي نرى ماذا سيحصل". مواصفات قد لا تكون حلبة سوزوكا اليابانية، معروفة جيداً من قبل عشاق سباقات الفورمولا واحد، ولكنها تبقى، من دون شك أكثر حلبات التسابق التنافسية. وهي تتمتع بمواصفات خاصة، اضافة الى عدد من المنعطفات المرسومة وتصميمية على شكل حرف 8 بالأجنبية. وتتطلب الكثير من قوة الضغط من الأعلى الى الأسفل، نظراً لتمتعها أيضاً بمستويات مسارات سريعة قبل الوصول الى المنعطفات، التي تتطلب أداءات عالية من السائقين، مثل منعطفي دانلوب وديغنر، وكذلك منعطف 130 آر، الذي يدخله السائقون بسرعة 260 كلم في الساعة. وتقدم حلبة سوزوكا فرصاً كبيرة للتجاوز، وخصوصاً عند المنعطف الأول بعد خط الانطلاق، وقبل الوصول الى المنعطفات. أما بالنسبة الى السائقين ومهندسي الفرق، فإن التعديلات الأساسية الواجبة، هي ايجاد التوازن الملائم لقوة الضغط من الأعلى الى الأسفل. ومن الضروري جداً إلغاء هذه المواصفة عند الخروج من منعطف "كورف سبون"، إذ أنه يتطلب تسارعاً عالياً عند المسار المستقيم الذي يليه حتى الوصول الى منعطف 130 آر، لتفادي أي محاولة تجاوز ممكن أن تحصل.