} تقدم شركات صناعة السيارات، عادةً، طرازات العام التالي خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأخيرة من السنة التي تسبق. أما نيسان اليابانية فقررت أن تخرج عن المألوف لتقدم الجيل الجديد من سيارتها العائلية المتوسطة الصغيرة ساني في الأسواق الشرق الأوسطية مطلع الصيف الجاري. والخروج عن المألوف لدى نيسان لم ينحصر في موعد التقديم أو في تنوع فئات ساني 2001 التي طاولتها إعادة تصميم شاملة، بل في من رافق هذا التقديم من شخصيات مهمة في عالم السيارات. فإطلاق الجيل الجديد من هذه السيارة تم بالتوافق مع حضور رئيس شركة نيسان، اللبناني الأصل، كارلوس غصن إلى المنطقة يرافقه الشيخ محمد الحمراني رئيس مجلس إدارة شركة الحمراني، وكيلة نيسان في المملكة العربية السعودية، التي تصل حصتها من مبيعات السيارات الجديدة في أسواق المملكة إلى 30 في المئة من إجمالي مبيعاتها السوق. ومع حضور عدد من ممثلي نيسان - اليابان، وعلى رأسهم نائب رئيس الشركة، قدمت خلال احتفال التقديم وما رافقه من مؤتمرات صحافية، درعاً تذكارية إلى "شركة رسامني يونس وشركاه" وكيلة نيسان في لبنان، تقديراً لجهودها في رفع مستوى ثقة المستهلك اللبناني بمنتوجات نيسان، وقد بدت جليةً من خلال تحقيق الوكيل اللبناني المركز الأول لعدد السيارات الجديدة المبيعة في السوق اللبنانية خلال السنوات الثلاث الأخيرة. صغيرة العائلة...كبرت ناضجة متطورة كلاسيكية } بعدما مضى على سيارتها ساني وقت طويل في الخدمة، وفي ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها قطاع السيارات العائلية الصغيرة، قررت نيسان اليابانية أن تطلق جيلاً جديداً منها، تشير التقارير الأولية أنه دخل في مرحلة النضج الفعلية. توفر شركات صناعة السيارات عادةً مجموعات متكاملة من السيارات ضمن إنتاجها، هادفةً إلى تلبية طلبات شرائح المستهلكين كافة، وتغطية كل قطاعات السيارات في الوقت نفسه. ومن جهة أخرى، تشير الإحصاءات الخاصة بمبيعات السيارات الجديدة في الأسواق العالمية، إلى أن النسبة الكبرى من المبيعات ضمن مجموعة سيارات الشركة الواحدة تكون عادةً من نصيب سيارة واحدة. فما السبب يا ترى؟ الواقع أن السبب لا يعود إلى كون سيارة ما أفضل من غيرها. فالدراسات والأبحاث في كل بقاع العالم تؤكد أن الطلب يكثر على سيارات السيدان عموماً، وعلى تلك المصنفة في فئة السيارات العائلية المتوسطة الصغيرة على وجه التحديد. وتضيف نتائج هذه الدراسات أن ارتفاع الطلب على فئة دون غيرها أسبابه عدة، أبرزها أن سيارات هذه الفئة متوسطة الحجم، الأمر الذي يعني أن قيادتها في المدن المزدحمة أسهل، ثم أن إيجاد مكان لركنها في الشوارع المكتظة يبقى أسهل مقارنة بالسيارات الكبيرة، في وقت تتمتع هذه السيارات، على صغر حجمها، بتماسك وثبات متقدمين في حال قيادتها على الطرق السريعة أو الجبلية المليئة بالمنعطفات. هذا فضلاً عن أن السيارات العائلية المتوسطة الصغيرة تتحلى عادةً بمقصورات ركاب رحبة نسبياً ويمكنها استيعاب خمسة ركاب مع كمية معقولة من الأمتعة. ومن جهة أخرى، تتوافر السيارات المذكورة بعدد من المحركات، تتفاوت بين صغيرة يعتبر استهلاكها الوقود متدنياً، وكبيرة تلبي رغبات السائقين الرياضيين. ثم إن هذه السيارات أصبحت اليوم مزودةً تجهيزات السلامة والترف والعملانية التي لم تكن متوافرة سابقاً إلا في السيارات العائلية الأكبر حجماً والأعلى سعراً. نيسان اليابانية تمكنت خلال السنوات العشر الأخيرة من تحقيق مرادها مع طراز ساني الذي دخل في منافسة عارمة مع سيارات هذه الفئة، ولاسيما اليابانية منها. وأسهم في ذلك أنها تتوافر بمجموعة من المحركات وبأسعار منافسة جداً، إضافةً إلى محافظتها على سعر مرتفع عند إعادة بيعها مستعملة، يدعمها أنها تتمتع بسمعة جيدة نظراً إلى قدرتها على التحمل وإلى التسهيلات والخدمات التي يقدمها وكلاؤها في مختلف الدول، ولاسيما العربية منها. ومع التطور السريع الحاصل في عالم السيارات، كان لا بد لنيسان من العمل على جيل جديد من سيارتها هذه التي أطلقت رسمياً أخيراً في معظم الأسواق الشرق الأوسطية ومنها سوقا المملكة العربية السعودية ولبنان. هيكل جديد كلياً عندما قررت نيسان أن تقدم جيلاً جديداً من سيارتها ساني، التي قدم الجيل الحالي منها عام 1998، كان عليها أن تختار بين إخضاعها لعملية "شد وجه" أو إعادة تصميمها كلياً. وعلى رغم أن الخيار الأول أقل كلفة، كان القرار باعتماد الحل الثاني الذي نتجت عنه سيارة جديدة كلياً حافظت نيسان من خلالها على سمعة ساني في قالب متطور وكلاسيكي في الوقت نفسه. لسيارتها الجديدة هذه، وفي إطار سياستها الهادفة إلى خفض التكاليف، قررت نيسان المحافظة على قاعدة عجلات الجيل الأسبق التي يبلغ طولها 5،253 سنتم، ورسم خطوط جديدة كلياً للهيكل مع مراعاة محافظتها على معالم سيارات نيسان. وبذلك ازداد طول السيارة بمعدل 5،12 سنتم ليبلغ 447 سنتم في مقابل 5،144 سنتم لارتفاعها الذي زاد بنسبة 5،2 سنتم، في وقت بقي عرضها البالغ 5،169 سنتم على حاله، وليستغل قسم التصميم الزيادات لمقصورة الركاب وصندوق الأمتعة. ومع رسم الخطوط الجديدة ركز مصممو نيسان على اعتماد الخطوط الدائرية المنسابة والزوايا الناعمة التي أسهمت في رفع انسيابية السيارة وخفض نسبة جرها، لتسهيل اختراقها الهواء على السرعات العالية وخفض مقاومتها، وبالتالي استهلاكها من الوقود، مع التركيز على تأمين عزل صوتي فاعل. وفي هذا الإطار، ازداد انحناء الواجهة الأمامية التي ضمت مصابيح أمامية بتصميم دائري جديد غطيت بطبقة شفافة من الزجاج الذي يطاول مصابيح الالتفاف الأمامية، في وقت زودت فتحة التهوئة الوسطى قضباناً عمودية مطلية بالكروم اللماع الذي أضفى على المقدم مسحة من الترف، يدعمها التصميم الجديد للصادم الأمامي الذي يؤدي دور عاكس هواء أمامي، وقد احتوى مصباحين مخصصين للضباب، تتوسطهما فتحة تهوئة سفلى مهمتها زيادة فاعلية تبريد مقصورة المحرك وجهاز المكابح. التصميم الجانبي جديد أيضاً، إلا أنه حافظ على كلاسيكية الشكل على رغم خطوطه التي باتت أكثر استدارةً، خصوصاً في ما يتعلق بإطارات النوافذ الجانبية وفتحات الإطارات التي ازداد قطرها لتستوعب العجلات المعدن الرياضية الملبسة إطارات بقياس 185 / 65 آر 14 والتي فصلت بينها تنانير جانبية مهمتها التحكم بمجرى الهواء حول السيارة وتحتها، وتوليد قوة معاكسة لاختراق الهواء، بهدف رفع نسبة تماسك السيارة مع الطريق على السرعات العالية. ومن ناحية أخرى، يتأكد للناظر إلى المؤخر مدى سماكته التي يبدو أن نيسان اعتمدته، لأنه يخدم أهدافاً عدة، منها إخفاؤه صندوق أمتعة بقدرة تحميل أكبر، إضافةً إلى إسهامه بالتعاون مع عاكسي الهواء الخلفيين أحدهما مدمج مع غطاء صندوق الأمتعة والثاني، وهو قياسي لطرازات القمة فقط، مثبت عليه في توليد قوة دفع سفلى تضغط المؤخر في اتجاه الأسفل وترفع من نسبة تماسكه مع الطريق، خصوصاً على السرعات المرتفعة. ثلاثة محركات أرادت نيسان مع ساني الجديدة أن تتابع في الطريق نفسها التي سلكها الجيل السابق، أي تأمين سيارة عائلية متوسطة صغيرة مع مجموعة من المحركات التي تلبي حاجات جميع مستهلكي هذه الفئة من السيارات. لذلك وفرت لساني الجديدة ثلاثة محركات تقوم جميعاً على تقنية الأسطوانات الأربع المتتالية المزودة أربعة صمامات لكل أسطوانة تلقن بالوقود عبر جهاز بخاخ إلكتروني. وتبلغ سعة المحرك الأول 3،1 ليتر تسهم في توليد قوة 87 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يبلغ 5،11 م كلغ عند 4400 دورة في الدقيقة. وفي وقت ترتفع سعة المحرك الثاني إلى 6،1 ليتر، وقوته إلى 110 أحصنة عند 6000 دورة في الدقيقة وعزم دورانه إلى 1،14م عند 4400 دورة في الدقيقة، تبلغ سعة المحرك الثالث، وهو محرك القمة 8،1 ليتر وهو قادر على توفير قوة 120 حصاناً عند 5600 دورة في الدقيقة، مع عزم يبلغ حده الأقصى 4،16 م كلغ عند مستوى 4400 دورة في الدقيقة. وتنقل القوة وعزم الدوران الناتجين عن عمل المحركات الثلاثة بواسطة علبة تروس يدوية من خمس نسب أمامية متزامنة، يمكن الحصول عليها بالفئة الأوتوماتيكية التي تعتمد أربع نسب أمامية متزامنة إلى العجلات الأمامية الدافعة التي تخفي خلفها جهاز مكابح يعتمد في الأمام أسطوانات قرصية مهواة، يقابلها في الخلف نظام الطلبة بتعديل أوتوماتيكي. أما التعليق فمستقل للعجلات الأربع ويتألف في الأمام من قائمة ماكفرسون الانضغاطية المدعومة بأذرع عرضية مع مصاصات صدمات ونوابض معدن حلزونية الشكل، في وقت يعتمد التعليق الخلفي مبدأ الوصلات المتعددة التي أثبتت جدارتها لناحية إسهامها في راحة التعليق. عملانية ومتكاملة مقصورة الركاب في ساني الجديدة اعتمدت البساطة والعملانية مع التركيز على تكامل التجهيزات عبر دراسة كل التفاصيل. فلوحة القيادة مدروسة بعناية وتضم تجويفاً للعدادات يمنع الانبهار الضوئي، ويحتوي أربعة عدادات منها اثنان كبيران خصصا لسرعة السيارة ولدوران محركها، بحيث يفصل بينهما مؤشر ضوئي عمودي لوضعية مقبض علبة التروس الأوتوماتيكية. أما العدادان الآخران، فبقطر أصغر وهما مخصصان للإشارة إلى مستوى الوقود في الخزان وإلى درجة حرارة المحرك. ويضم الكونسول الأوسط علبة صغيرة لتوضيب الحاجات الصغيرة شأن النظارات الشمسية، تليها مخارج الهواء الخاصة بمكيف الهواء وثبت تحتها جهاز الاستماع الموسيقي الذي احتل مكاناً فوق مفاتيح تشغيل مكيف الهواء. أما أسفل هذا الكونسول، فاحتوى علبة صغيرة تصلح لتوضيب الحاجات الصغيرة شأن علبة السجائر، إضافة إلى منفضة وولاعة. ولم تنس نيسان أن تزود سيارتها هذه حاملات للأكواب، إلا أن وضع الأكواب فيها يحول دون استعمال المنفضة. ومن جهة أخرى، وفي مقابل العملانية المفرطة لمقصورة الركاب، بدا أن نيسان ركزت على عوامل السلامة التي بدأت مع توزيع مثالي لمفاتيح تشغيل مختلف أجهزة السيارة، مروراً بتزويدها كيسي هواء للراكبين الأماميين مع أحزمة أمان بثلاث نقاط تثبيت لكل منها. هذه الأمور لم تبعد قسم التصميم عن عامل التكامل الذي بدا جلياً من خلال استعمال مواد جلد وبلاستيك ذات جودة عالية في بناء المقصورة التي حظيت بمقاعد أمامية رياضية التصميم تمنع انزلاق الركاب وتحتضن أجسام الجالسين عليها، وتوفر في الوقت نفسه مساحات كبيرة للراكبين الأماميين. أما ركاب الخلف، فمنحوا العناية اللازمة، لأن بناء السيارة على قاعدة عجلات بطول 253.5 سنتم مكن قسم التصميم من استغلال هذا الطول لمصلحة مقصورة الركاب، وخصوصاً الجزء الخلفي منها الذي زود مقعداً مع مسند يد وسط يمكن عبره الوصول إلى صندوق الأمتعة، إلا أن ظهر هذا المقعد غير قابل للطي، وهو أمر مستغرب في هذه الفئة من السيارات.