} نظّمت هيئات إجتماعية وشخصيات حكومية جزائرية "لقاء تضامنياً مع الشعب الصحراوي" لتأكيد موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية التي ظلت تشكل أحد أبرز أولوياتها في المنطقة منذ 1975، فيما بحث الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مع زعيم "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز في تدعيم التعاون الثنائي. التقى الرئيس الجزائري أمس رئيس "الجمهورية الصحراوية" زعيم جبهة "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز على هامش القمة ال36 لمنظمة الوحدة الإفريقية المنعقدة في لومي. وذكرت مصادر رسمية في الجزائر أن اللقاء تناول "التعاون الثنائي وسبل ووسائل دعمه". وجاء اللقاء بعد يوم من مطالبة تنظيمات عدة فاعلة في الجزائر الرئيس بوتفليقة والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بضرورة إلتزام خطة السلام الدولية - الإفريقية 1991 واتفاقات هيوستن 1997 كإطار شرعي وحيد "لضمان حل سلمي وعادل لنزاع الصحراء الغربية" من خلال استفتاء تقرير المصير ل"الشعب الصحراوي". وشددت التنظيمات التي أيدت بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، في لقاء نظمته في قصر الثقافة مساء الإثنين، على أهمية التنديد بما وصفته "إنتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والحصار الإعلامي المضروب على شعبها في المدن الصحراوية المحتلة خرقاً لكل المواثيق والقرارات الدولية". وأشرف على "اليوم التضامني مع الشعب الصحراوي" 13 تنظيماً جزائرياً من بينها "المرصد الوطني لحقوق الإنسان" هيئة حكومية و"المنظمة الوطنية للمجاهدين" و"إتحاد الكتاب الجزائريين" و"الإتحاد العام للعمال الجزائريين" و"إتحاد الفلاحين" و"جمعية قدماء أعضاء البرلمان" و"إتحاد الشبيبة الجزائرية" و"إتحاد النساء" وتنظيمات أخرى. وحضر اللقاء شخصيات سياسية مثل السيد عبدالعزيز رحابي الناطق السابق للحكومة الجزائرية وزير الإتصال والثقافة. كما حضر ممثلون عن منظمات صحراوية مثل "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" بوليساريو و"المجلس الاستشاري الصحراوي" و"الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية". وبث التلفزيون الجزائري مقاطع واسعة من اللقاء وأبرز أهميته. وأورد البيان الختامي الذي أصدره المشاركون فيه تأكيد أن "الحرب التي فرضت على شعب الجمهورية الصحراوية الديموقراطية الشقيقة أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين خارج وطنهم منذ أكثر من 25 سنة وهم اليوم ينتظرون تطبيق مخطط السلام الدولي - الإفريقي ليعودوا إلى ديارهم معززين مكرمين". وأعلن المشاركون في اللقاء تضامنهم مع "الشعب الصحراوي الشقيق ... ومؤازرتهم لكفاحه العادل من أجل حقه المشروع في تقرير المصير والإستقلال وينادون بالتطبيق السريع والنزيه لمخطط التسوية الأممي - الإفريقي ولاتفاقات هيوستن". وبحث المشاركون في اللقاء، وهو الأول من نوعه منذ السبعينات، في ملف الصحراء من خلال أربعة محاور: "القضية الصحراوية ومشكلة تصفية الاستعمار" و"الحق في تقرير المصير كحق الانسان والشعوب" و"اللاجئون الصحراويون والقانون الدولي لحقوق الانسان" و"خرق حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة". وقال أحد المشاركين في اللقاء ل "الحياة" انه يهدف بالدرجة الأولى إلى التوضيح أن "الموقف من الصحراء الغربية موقف شعب وليس رأي رئيس جمهورية"، لافتاً إلى أن هذا اللقاء "إشارة قوية إلى بعض الأطراف في الحكم التي تريد التنازل عن قضية الصحراء الغربية". وكان الرئيس بوتفليقة أوضح، خلال زيارته تونس، قبل أسبوعين، أن الجزائر ترى أن حل قضية الصحراء ليس له إطار آخر غير هيئة الأممالمتحدة. وفي حين شدد السيد كمال رزاق بارة، رئيس مرصد حقوق الانسان، على "دعم الجزائر المستمر والمساندة اللامشروطة واللامحدودة للشعب الصحراوي"، مؤكدا ان الجزائر "تطالب دائماً بالإعتراف بسيادة الشعب الصحراوي على اراضيه المغتصبة"، عرض السيد بوجمعة صويلح رئيس كتلة "الثلث الرئاسي" في مجلس الأمة، "الانتصارات" التي حققها الصحراويون على المستوى الدولي. وأشاد محمد الامين أحمد عضو امانة "بوليساريو" بموقف الجزائر من قضية الصحراء.