من جرائم غريبة عن المجتمع المصري بدأت تظهر في الآونة الأخيرة أبطالها شباب من طلاب الجامعات، أما الضحايا فهم الآباء. ومن أبشع الحوادث ما وقع هذا العام في منطقة شبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية شمال القاهرة، إذ قتل الشاب محمد متولي ابراهيم والده بطريقة بشعة. استغل عدم وجود أفراد اسرته في المنزل، واستدرج والده الى صحراء مدينة السلام شرق القاهرة، وذبحه، وقطع جثته، والقى أجزاء منها في مصرف للصرف الصحي. وحين القي القبض عليه لم ينكر، بل اعترف بكل التفاصيل، وأكد أنه قتل والده الموظف البسيط لأن دخله المحدود لم يكن يفي بحاجات الابن الكثيرة. جريمة أخرى وقعت أحداثها في حي البساتين في القاهرة، حيث ألقت أجهزة الأمن القبض على طالب جامعي يدعى محمود أنور عبدالمجيد 19 سنة، أشعل النيران في والده داخل منزلهما، وذلك بعدما مزق جسده بالسكين. الغريب أن المتهم إدعى في اعترافاته أن والده يعامله بطريقة سيئة، ويعطي لاشقائه الأموال ويرفض الانفاق عليه بحجة أنه يتعاطى المخدرات، ولذلك اتخذ القرار الصعب بتأديبه بطريقته الخاصة. أما أحدث تلك الحوادث، فقد شهدته منطقة بولاق الدكرور في القاهرة، عندما أبلغ الأهالي رئيس مخفر بولاق بانبعاث رائحة كريهة من شقة جارهم زين العابدين حسن، فانتقل رجال المباحث الى الشقة حيث عثروا على جزء من الجثة. وكانت المفاجأة اعتراف ابن القتيل ويدعى "هاني" الطالب الجامعي بقتل والده بالبلطة وتقطيع جثته الى أجزاء القى بعضها في ترعة الزمر، ووضع الباقي في شقته الخاصة في منطقة الهرم، كما كان ينوي إلقاء باقي الجثة في أماكن مختلفة للتمويه. وقال المتهم في اعترافاته إن معاملة والده السيئة له ولاشقائه هي السبب في ارتكابه الجريمة البشعة. واضاف أن والده حاول طرده من الشقة في يوم الحادث فجراً فرفض الخروج وحدثت مواجهة بينهما، اسرع خلالها الابن الى قتل والده. الغريب أن المتهم أكد أنه غير نادم على ارتكاب الجريمة البشعة، ولو عاد والده الى الحياة لقتله مرة أخرى. استاذة الاجتماع في كلية تربية جامعة عين شمس الدكتورة سامية خضر تقول: إن المجتمع المصري يشهد حالياً حوادث بشعة عدة ومنها قتل الابناء للآباء، لكنها لم تصل الى حد الظاهرة، لكنها حالات فردية تقع في اماكن متباعدة وفي أوقات متفاوتة. أضافت: ان العنف بشكل عام في زيادة مطردة بسبب الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فمعظم الحوادث يقع بسبب ضعف دخل الأسرة، خصوصاً الأب الذي لا يتمكن في كثير من الاحيان من الانفاق على اسرته ما يؤدي لاندلاع المشكلات مع زوجته وأولاده، وقد تصل الى حد القتل. اضافت: ان الاسباب الاجتماعية يأتي في مقدمها اسلوب التربية الخاطئ من جانب الآباء. وتؤكد خضر أهمية اقتراب الأب والأم من الابناء، واطلاعهم على الموقف المادي ليكونوا على بينة من حجم دخل الاسرة.