رام الله - أ ف ب - نظم الفلسطينيون امس تظاهرات في مدن الضفة الغربية احتجاجاً على خطاب الرئيس باراك اوباما اول من امس في الجمعية العامة للامم المتحدة، والذي أبدى معارضته لمسعى الفلسطينيين لطلب عضوية دولتهم في الاممالمتحدة. كما خرجت تظاهرة مماثلة في قطاع غزة شاركت فيها مئات من الفلسطينيات اللواتي رفعت لافتات مؤيدة للرئيس محمود عباس ورددن شعارات ضد اوباما. واعتبرت حركة «حماس» ان الخطاب «يعكس حالة الانحياز الاميركي الكامل لصالح الاحتلال الاسرائيلي، وهو ما يؤكد خطأ استمرار الرهان الفلسطيني والعربي على الدور الاميركي». وحمل وكيل وزارة الاعلام الفلسطينية المتوكل طه على خطاب اوباما الذي «اشعرني انه من الفلاشا اليهود ويعيش في مستوطنة او غيتو هو الكونغرس». وأضاف: «42 فيتو استخدمتها الولاياتالمتحدة الاميركية لمساندة اسرائيل، وهذا ما مكن اسرائيل من مواصلة عنصريتها ضد الشعب الفلسطيني». وأضاف ان «خطاب اوباما كشف عورة اميركا التي تدعي انها مع الثورات العربية، وذكرني بسياسة الابادة الجماعية ضد الهنود الحمر، والقنابل النووية التي ألقتها اميركا على اليابان». وتابع ان «اوباما في خطابه اثبت انه لا يزال يحمل هذه الثقافة، ثقافة الموت والابادة الجماعية، وهذا النوع من الخطاب سيعرض المصالح الاميركية للخطر في المنطقة». وختم بالقول: «لا اعتقد ان تمثال الحرية الموجود على الاراضي الاميركي يستحق ان يبقى على اراضيها». ويؤكد الفلسطينيون ان خطاب اوباما، أثار غضبهم، لكنه لم يفاجئهم. ويقول زياد جبريل (45 سنة) الموظف في مؤسسة حكومية ان الرئيس الاميركي «اظهر انه يهودي اكثر من اليهود انفسهم، ولا داعي لأن نستمر على المراهانات على الموقف الاميركي». اما خالدة وحيد (32 سنة)، وهي زوجة معتقل في السجون الاسرائيلية صدرت عليه تسعة احكام بالسجن المؤبد، فتؤكد انها شعرت بالاحباط، مضيفة: «تأكدت مئة في المئة ان مشكلتنا السياسية ليست مع اسرائيل بقدر ما هي مع الولاياتالمتحدة». ويحتج محمد زيدان (50 سنة)، وهو مدير مدرسة في احدى قرى رام الله على قيام اوباما «بإنصاف كل الدول العربية إلا الشعب الفلسطيني». ويقول ان «اوباما أكد للعالم كله ان اميركا لا يمكن الا ان تكون دائماً بجانب اسرائيل من دون ان يختلف عن الرؤساء الذين سبقوه». ويرى شادي الياس (22 سنة)، وهو من القدسالشرقية، ان الخطاب «ليس مفاجئاً حقاً، فإسرائيل والولاياتالمتحدة واحد، وطبعاً سيقوم اوباما بدعم الاسرائيليين ضد الفلسطينيين لينتخبوه عام 2012». وانتقدت الصحف الفلسطينية ايضاً الخطاب والنبرة المؤيدة لاسرائيل في الخطاب. وكتب النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي احمد الطيبي الذي يرافق عباس في نيويورك في صحيفة «القدس»: «اشاد اوباما بانتفاضات وثورات الشعوب العربية ضد الاستبداد والقمع، لكنه امتنع عن ذكر الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطيني». حملة نسائية من جهة أخرى، صرحت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية ربيحة دياب بأن وفداً نسائياً من اتحاد المرأة الفلسطينية سلّم أمس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رام الله، مذكّرة موقعة من 50 ألف امرأة فلسطينية في الضفة الغربية تطالبه بدعم الموقف الفلسطيني في الأممالمتحدة. ويضم الوفد النسائي الوزيرة السابقة، رئيسة اتحاد المرأة انتصار الوزير (أم جهاد)، وعضوات الأمانة العامة للاتحاد نهاية محمد، ومنى الخليلي، وريما نزال، وفريال عبدالرحمن، ورضا نتيل، وسوسن شنار. وقالت «سلمنا اليوم 50 ألف توقيع امرأة فلسطينية في الضفة، وسيقوم وفد آخر في مدينة غزة من اتحاد المرأة هناك بتسليم 50 ألف توقيع امرأة من القطاع إلى مكتب الأممالمتحدة في غزة». وتابعت: «كما سيقوم وفد آخر عن نساء الشتات بتسليم مذكرة أخرى لممثل الأمين العام في القاهرة».