الازعاج الذي يسببه الازدحام الشديد أمام صالات السينما التي تعرض فيلم "بلية ودماغه العالية" للممثل الشاب محمد هنيدي، لا يعادله سوى الانزعاج الذي أصيب به مسؤولو السفارة اليمنية في القاهرة من مشهد تضمنه هذا الفيلم، واعتبروه مسيئاً لليمن وشعبه. ورغم أن المشهد لم يستوقف من شاهدوا الفيلم إلا أن المستشارة الإعلامية للسفارة اليمنية السيدة جميلة علي رجاء ربطت بين ما جاء في "بلية ودماغه العالية" وبين فيلم آخر يعرض في الصالات الاميركية يحمل اسم "قوات الاشتباك"، فاعتبرت ما جرى في الأول "إساءة أخرى موجهة الى الشعب اليمني"، لافتة إلى أن الفيلم الاميركي "جُبه بحملة احتجاج وانتقاد شديدة في الأوساط العربية"، واعتبرت أن الإساءة الجديدة "مثلت مفاجأة". وإذا كانت وقائع الفيلم الاميركي تدور في اليمن، وفيه مشاهد عن الحرب جاءت كلها سلبية، فإن أحداث "بلية" تدور في مصر وتتناول ظاهرة عمالة الأطفال والدور الكبير الذي يقوم به "بلية" البطل للحفاظ على طفولتهم وانقاذهم من المعاناة. ولأن الفيلم كوميدي فإن هنيدي ظهر في أحد المشاهد وهو يسخر من أحد الاشخاص ويسأله: "هل أحد من أقاربك يعيش في اليمن؟"، وفهم اليمنيون العبارة بأنها تعني إهانة الشعب اليمني لأن الصورة التي ظهر بها الشخص الذي سُخر منه توحي كأنها نفسها صورة من يعيشون في اليمن. الغضب اليمني الرسمي ترجم بإجراءات، إذ أرسلت المستشارة رجاء مذكرات الى وزير الثقافة السيد فاروق حسني ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية الدكتور مدكور ثابت ومدير شركة "يوني كورت" التي انتجت الفيلم السيد مجدي الهواري أقرّت فيها بأنه "لا يمكننا تجاهل الدور الذي لعبته السينما المصرية على مر العقود في تشكيل وجداننا الفني والوطني والقومى من خلال روائعها التي تجاوزت حدود الهم المحلي لتتبنى وتعكس قضايا وهموم عربية". وبعدما تحدثت عن الريادة المصرية في مجال السينما أضافت: "فيما نتصدى لحملة يقصد منها تشويه صورة الإنسان اليمني والعربي في السينما الاميركية تمثل آخرها في الفيلم الاميركي "قوات الاشتباك" الذي جُبه بحملة احتجاج وانتقاد شديدة في الأوساط العربية، إذا بنا نفاجأ بإساءة أخرى موجهة إلى الشعب اليمني من خلال فيلم مصري كوميدي يعرض حالياً في دور العرض تحت عنوان "بلية ودماغه العالية" للفنان محمد هنيدي"، واختتمت: "لسنا بصدد النقد والتقويم لذلك الفيلم بمقدار ما نطالب بأن يتم الاعتذار عن هذه الإساءة وأن تحذف الشركة المنتجة هذا المشهد". واستغرب هنيدي اتهامه بالاساءة الى الشعب اليمني وأكد ان ما ورد على لسانه "لم يكن اساءة وانما اشادة". وقال ل "الحياة": "لا يمكن ابداً ان اسيء الى اي شعب عربي، فأنا اعتز بأنني مواطن عربي، ولي علاقات وطيدة باصدقاء في اليمن، وكل ما في الامر ان بطل الفيلم يذكر عبارة استفهامية عما اذا كان لصديقه أهل في اليمن".