طهران - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - حمّل مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي "اعداء" اجانب مسؤولية أسوأ اضطرابات شهدتها ايران في الشهور الاثني عشر الماضية، وطلب من "الامة والحكومة توخي الحذر لاحباط اهداف قوى الاستكبار". فبعد يوم واحد من الاضطرابات التي شهدتها طهران استدعى خامنئي، الى مقره في طهران أمس، جميع كبار المسؤولين من محافظين واصلاحيين. وحضر اللقاء الرئيس محمد خاتمي ورئيس مجلس الشورى البرلمان مهدي كروبي وسلفه علي اكبر ناطق نوري ورئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي فضلاً عن الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام. وجلس في صفوف الجمهور وزراء واعضاء في مؤسسات النظام المختلفة ونواب من الغالبية الاصلاحية ومسؤولون عن الاحزاب المحافظة والاصلاحية. واعتبر هذا اللقاء "مؤشر مصالحة وتضامن" بين قادة البلاد. وقال التلفزيون الايراني ان خامنئي أمّ هذه الشخصيات للصلاة وألقى كلمة شرح فيها "المؤامرة المعقدة والمحسوبة التي حاكها الاعداء" وطلب من "الامة والحكومة توخي الحذر لاحباط اهداف قوى الاستكبار". يذكر ان مواجهات حصلت أول من أمس بين طلاب اصلاحيين و"أنصار حزب الله" المتطرفين المدعومين من ميليشيا الباسيج المتطوعين بالقرب من جامعة طهران، أسفرت عن عشرات الجرحى، واعتقلت الشرطة مئات الاشخاص. وبدأت الاضطرابات حين تجمع طلاب لاحياء الذكرى الاولى لاعمال القمع التي صاحبت اقتحام الحي الجامعي في طهران. الا ان التجمع تحول الى تعبير عام عن الاستياء الاجتماعي بعدما انضم شبان عاطلون ونساء ورجال كبار في السن الى الطلاب الغاضبين. وتفجرت الاضطرابات حين هاجمت حشود في ميدان الثورة خارج جامعة طهران النظام الديني المحافظ. وتحدى المتظاهرون وجود النظام الاسلامي في حد ذاته، ودعوا الى انهاء حكم رجال الدين وطالبوا باستفتاء على الديموقراطية. وتجاوز المتظاهرون بكثير ما تدعو اليه حركة التغيير السياسي والاجتماعي التي يقودها خاتمي وتخطوا "الخط الاحمر" للتغييرات السياسية. لكن حلفاء خاتمي نأوا بأنفسهم عن الاحتجاجات التي تحدت حظراً رسمياً للتجمعات على رغم مناشدات الاصلاحيين من اجل الهدوء. ونفى "مكتب تعزيز الوحدة" ابرز حركة طالبية إصلاحية اشتراكه في المواجهات الأخيرة.