اتخذت السلطات المغربية اجراءات امنية واسعة في القنيطرة والمهدية لمنع جماعة "العدل والاحسان" الاسلامية المحظورة من النزول الى الشاطىء، كما فعلت قبل اسبوع. وردت الجماعة على هذه الاجراءات بتأكيد تمسكها بالحوار وعدم التدخل في شؤون المواطنين، لكنها شددت على رفضها ان تملي عليها السلطات اسلوب الحياة الذي ينبغي ان تتبعه. وقال مصدر قريب من الجماعة ان قوات الدرك انتشرت في وقت مبكر امس في الطريق المؤدية الى شاطئ المهدية شمال غربي الرباط و"منعت كل ملتح ومحتجبة من ارتياد الشاطئ". وقال المصدر ان قوات الامن اعتقلت نحو 32 من الجماعة، بينهم خمس نساء. وجاء هذا الاجراء، على ما يبدو لمنع الجماعة من تكرار نزولها الى الشاطئ كما فعلت الاسبوع الماضي في ما اعتبرته السلطات تظاهرة غير مرخص لها واستئثار بمكان عام يرتاده السياح والمصطافون. وحالت الاجراءات الامنية دون توجه عشرات الاسلاميين من مدينة القنيطرة في اتجاه الشاطئ ، بعد تطويق كل مواقف الحافلات من القنيطرة الى المهدية. ويأتي نزول الاسلاميين الى شاطئ مهدية بعد يومين من تصريح وزير الداخلية المغربي السيد احمد الميداوي ان بلاده "لن تسمح بتطور طوائف دينية متطرفة، وان الشواطئ مكان عام لن يقبل باحتكاره". ورأى الناطق باسم "العدل والاحسان" السيد فتح الله ارسلان ان تصريحات الميداوي "جزئية ولاتبحث في عمق المشكلة"، متسائلا "على اي اساس يصفنا الميداوي بالطائفة". واضاف ارسلان في تصريح ل"الحياة" ان كلام الميداوي من شأنه تقسيم الشعب المغربي "ولامصلحة لنا في ذلك في وقت نحرص فيه على الوحدة". وبعدما اكد ان جماعته "تسعى الى تقريب الهوة التي تفصلها عن السلطات"، قال "ان نعتنا بطائفة لن يعمل سوى على توسيع الهوة وخدمة مصالح اعداء الامة". ودعا السلطات المغربية الى الافساح في المجال امام المغاربة للاختيار، "وآنذاك سيصبح المعارضون لنا هم الطائفة". وقال ارسلان ان "العدل والاحسان" لم تختر المواجهة مع السلطات، لكنها وجدت نفسها مرغمة على ذلك. واعتبر "ان الاختلاط مع الرعايا الآخرين في الشواطئ فرض علينا" بعد منع الجماعة من اقامة مخيماتها الصيفية. وشدد على ان الجماعة "لاتسعى الى تكفير احد ولاتعارض اللباس الذي ترتديه الفتيات في الشواطئ. فهؤلاء ليسوا كفارا وهم احرار في اختيار اللباس الذي يرغبون فيه ولامشكلة لدينا من هذه الناحية"، مكررا التمسك بالحوار ونبذ العنف والتسامح ازاء الحريات الفردية. لكنه اضاف: نحن نرفض ان تملي علينا السلطات نمط اسلوبنا في الحياة". وقال ان الجماعة تتفق مع كلام وزير الداخلية عن ضرورة التزام القوانين وعدم الاخلال بالامن العام ، مشيرا الى ان جماعته "تكتفي في الشواطئ بتنظيم انشطة ثقافية ورياضية غير مخلة بالامن. ولانرى داعيا لحال الطوارئ التي تفرضه السلطات على شاطئ المهدية. العيب ليس فينا وربما يجب ان تبحث السلطات في الرعايا الذين يقبلون علينا". الى ذلك، تنظر محكمة القنيطرة شمال غربي الرباط اليوم في قضية الاسلاميين السبعة الذين اعتقلوا الاحد قبل الماضي والاسلاميين ال12 الذين اعتقلوا اثناء المحاكمة الاولى لزملائهم . من جهة اخرى، اعلنت "العدل والاحسان" انها تنوي عقد مؤتمر صحافي مساء اليوم في مقرها في مدينة سلا ل"توضيح التطوارت التي اعقبت رفع الاقامة الجبرية عن الشيخ عبدالسلام ياسين"، في اشارة الى ما اصبح يعرف ب"مواجهة الشواطئ بين الاسلاميين والسلطات".