طلب رئيس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية سليم الحص من الدول المانحة عقد مؤتمرها في بيروت قبل نهاية تموز يوليو الجاري، تلافياً لاحتمال تأجيل عقده الى موعد مجهول التاريخ بسبب الانشغال اللبناني والإقليمي والدولي باستحقاقات كبيرة اعتباراً من آب اغسطس المقبل وحتى نهاية العام الجاري. وأبلغ هذا الطلب الى سفراء: فرنسا فيليب لوكورتييه والولايات المتحدة ديفيد ساترفيلد وألمانيا جيزيلا كاميف سيكورا وإيطاليا جيوسيبي كاسيني وبريطانيا ديفيد روس ماكلينان، والقائم بالأعمال الياباني سياشي أوغادا، الذين التقاهم أمس في السرايا، كلاً على حدة، على أن يجتمع اليوم مع السفير الكندي هايغ سرافيان، وأكد للسفراء استعداد لبنان لتجهيز ملف المشاريع التي ينوي تنفيذها في المناطق الجنوبية المحررة قبل 15 تموز بعدما أطلعهم على ما يحتاج إليه لبنان ليتمكن من مواجهة أعباء الإعمار والإنماء فيها، وشرح لهم الأسباب التي تدعو لبنان الى استعجال انعقاد المؤتمر قبل نهاية تموز، طالباً منهم نقل هذه الرغبة اللبنانية الى حكومات بلدانهم آملاً بأن تلقى التجاوب المطلوب منها وهي التي سبق لها أن أبدت استعدادها للمساعدة في خطة إعمار المناطق المحررة وإنمائها. وسلم الحص السفراء رسائل لنقلها الى وزراء خارجية بلادهم. وبعث برسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وإذ أعلن السفراء جميعاً على الأثر أنهم سيبلغون الطلب الى حكومات دولهم، قال السفير الفرنسي إن ثمة تعاوناً دائماً بين لبنانوفرنسا، عدا المؤتمر في حد ذاته، وأن هناك ثلاثة قطاعات عمل ممكنة هي "إعادة تأهيل مستشفى بنت جبيل بناء على طلب وزير الصحة كرم كرم، ومعالجة مشكلات مياه الشفة لجهة زيادة طاقة استيعاب البنى التحتية القائمة راهناً، للحؤول دون تعرض المنطقة لشح في المياه خصوصاً مع تزايد عدد العائدين إليها، وقد تلقينا دراسة من وزارة الموارد المائية والكهربائية وبناء عليها سنباشر العمل" وتقديم الدعم في المجال التربوي، بناء على طلب وزارة التربية، وبالتعاون معها، وشكلنا بعثة مشتركة من المحققين للقاء القيمين على المدارس الرسمية في المناطق المحررة والاطلاع على حاجاتها". أما السفير الإيطالي فأكد وقوف بلاده الى جانب لبنان في أي قرار تتخذه حكومته، وهي "في صدد الإعداد والتمويل، بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، لجلسة خاصة للمنظمات غير الحكومية اللبنانية والأجنبية لتحديد حاجات الجنوب، في موازاة مؤتمر الدول المانحة". وفي شأن موعد المؤتمر ومكانه، لوحظ أن السفير الفرنسي ترك للرئيس الحص "أن يفسر سبب تخوفه" من إمكان إلغاء المؤتمر إذا لم يعقد في تموز، وأن السفير الإيطالي تحدث عن "صعوبة تمثيل بلاده على مستوى وزاري رفيع في الشهر المذكور. إلا أنه يصبح ممكناً في أيلول سبتمبر أو تشرين الأول أوكتوبر". أما السفير البريطاني فمع ترحيبه بانعقاد المؤتمر، قال إن "تحديد موعده متعلق بأمور تقنية تتعلق بالتحضيرات اللازمة لعقده وإعداد الدراسات والتحليلات والاقتراحات اللازمة".