} بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك جهودا مكثفة امس لانقاذ حكومته، وذلك بعد تصويت 3 احزاب في الائتلاف الحكومي لصالح مشروع قانون يقضي بحل الكنيست. ورغم ان التصويت كان بالقراءة التمهيدية، الا ان بعض المعلقين اعتبره بمثابة ناقوس اعلان وفاة حكومة باراك، فيما رأى آخرون ان الخيارات الائتلافية امام باراك تتراوح بين تعديل وزاري او حكومة اقلية. القدسالمحتلة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس انه "سيجري اتصالات خلال الايام المقبلة للبحث في تشكيل ائتلاف بديل". ومن المتوقع ان تجتمع الحكومة الاحد او الاثنين لإقرار مسألة إقالة الوزراء الذين صوتوا الى جانب مشروع القانون. ويعتقد ان التوجه الحالي لباراك هو تشكيل حكومة جديدة مع اعطاء الاولوية لضم الكتل البرلمانية نفسها، مع اجراء تعديل وزاري يتم بموجبه اعطاء يوسي ساريد وزارة أخرى غير التعليم، وذلك بهدف حل ازمة تمويل المؤسسات التعليمية ل"شاس"، في مقابل اخذ التزام من احزاب الائتلاف الحكومي بعدم التصويت لصالح مشروع قرار حل الكنيست في قراءته الاولى. اما اذا فشلت هذه الجهود، فيعتقد ان باراك سيلجأ الى حكومة ضيقة مع "شينوي" و"يهودات هتوراة" بدلا من "شاس". وكان باراك قال رداً على سؤال للتلفزيون الاسرائيلي مساء اول من امس: "لن تكون هناك انتخابات مبكرة والوزراء الذين صوتوا ضد الحكومة عزلوا انفسهم"، مضيفا ان "الحكومة ستجتمع لاخذ العلم بهذه الاستقالات وتحدد موعد نفاذها". وتابع: "خلال ايام ستكون هناك حكومة اكثر فاعلية وتماسكا تقترب في تشكيلتها من الحكومة الحالية او تختلف عنها". وقال لمذيع التلفزيون: "كن صبورا. استرح خلال العطلة وبعد اجتماع مجلس الوزراء ستسمع قرار الحكومة وبعدها بأيام سترى اي نوع من الحكومة سيكون هناك". ولم يستبعد المصالحة مع "شاس" عندما قال: "لم اغلق الباب في وجه شاس، مشيرا في ما يبدو الى تكهنات بأنه قد يستأنف المحادثات مع الحزب الذي يطلب تمويلاً حكوميا بملايين الدولارات لانقاذ نظامه التعليمي الخاص من الانهيار. وتابع باراك الذي بدا متجهما وغاضبا: "انني مفوض مباشرة من الشعب وما حدث في الكنيست لا يمنعني من ابرام اتفاق مع الفلسطينيين واذا أمكن مع سورية". واضاف: "لا اخشى شيئا واعتزم مواصلة عملي لاتمام مهمتي. وعدت بتنظيم استفتاء لاستشارة الشعب في اتفاقات السلام. الشعب هو السيد، انه فوق الكنيست، وهو صاحب القرار". وقالت ليمور ليفانت من تكتل ليكود المعارض: "ليس لباراك أي شرعية للمضي قدما في المفاوضات مع الفلسطينيين او السوريين او تقديم اي تنازلات لانه فقد الغالبية على المستوى الشعبي والكنيست". وقال حزب شينوي المعارض الذي يقاوم التيار الديني المتشدد في اسرائيل انه مستعد للانضمام الى الائتلاف الحاكم اذا اخرج باراك شاس من الحكومة. ومن شأن حصول حكومة باراك على تأييد نواب شينوي الستة، بالاضافة الى اي مساندة تأتيها من خارج الائتلاف من عشرة نواب عرب ومن تكتلات حزبية صغيرة اخرى، ان توفر لها غالبية بسيطة في حال التصويت على تحركات السلام او الاقتراع بسحب الثقة من الحكومة. الصحف الاسرائيلية واعربت الصحف الاسرائيلية امس عن تشاؤمها ازاء الخيارات التي لا تزال مطروحة امام باراك غداة تصويت الكنيست على اجراء انتخابات مبكرة. وتطرق ابرز الصحف الى "المأزق السياسي" الذي وقع فيه باراك والذي لم يبق له من خيار، حسب ما اوضح المقربون منه امس، سوى اعادة تشكيل الائتلاف الحالي "مع السعي الى القيام بما هو افضل". واستبعدت الصحف بقية الخيارات، اذ كتبت "معاريف" ان تشكيل حكومة اقلية خيار "سيئ" بينما اعتبرت الانتخابات المبكرة "خطيرة". واعتبرت ان هناك ما هو اسوأ لان "حكومة وحدة وطنية ستخرب عملية السلام كما ان المضي قدما في الوضع الحالي غير وارد". وخلصت الى القول "ان باراك يجب ان يختار بين الطاعون والكوليرا والجذام". وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان باراك يخوض "معركة من اجل البقاء"، متحدثة عن "هزيمة شنعاء" ومعلنة "نهاية العهد الاول لحكومة باراك". وحذرت من "ان اي محاولة للجمع بين اليسار العلماني والمتشددين اليهود الشرقيين ستؤول الى الفشل". وكتب معلق الصحيفة ناحوم برنيا مقالا بعنوان "نهاية حلم" تساءل فيه "كيف تحول حلم حكومة الجميع الى امل بتشكيل حكومة اقلية". واعرب زميله يويل ماركوس في صحيفة "هآرتس" عن اسفه ل"سقوط الجندي الذي قلد اكبر عدد من الاوسمة وتلقى امس توبيخا شديدا كمسؤول سياسي". استطلاعات الرأي من جهة اخرى، افادت استطلاعات للرأي نشرتها الصحف امس ان غالبية الاسرائيليين تؤيد اجراء انتخابات مبكرة. وافاد استطلاع اجراه معهد دحاف لحساب صحيفة "يديعوت احرونوت" ان 52 في المئة من الاسرائيليين ايدوا اجراء انتخابات مبكرة مقابل 40 في المئة وامتناع 8 في المئة عن التعبير عن رأيهم. واكد 44 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع انهم سيصوتون خلال هذه الانتخابات لرئيس الوزراء الحالي ايهود باراك في مقابل 33 في المئة لزعيم ليكود ارييل شارون ولم يحدد الباقون موقفهم. وافاد استطلاع اخر اجراه معهد غالوب لحساب صحيفة "معاريف" ان 48 في المئة يؤيدون الانتخابات المبكرة في مقابل 41 في المئة و11 في المئة بلا رأي.