بمبادرة من الهيئة الاسلامية العليا، وخلال اجتماع حاشد شارك فيه ممثلو المؤسسات المقدسية وعقد في مقرها في باب السلسلة قرب الحرم القدسي الشريف، أعلن الفلسطينيون تمسكهم "بالسيادة الكاملة الفلسطينية على كل ذرة تراب" في المدينة المقدسة وتعهدوا بحمايتها، وذلك في وثيقة تاريخية اطلقوا عليها "عهد القدس" لتكون "استمرارا للعهدة العمرية التاريخية المباركة"، وذلك في الوقت الذي ينهمك فيه الاسرائيليون بالحديث عن "قدس بديلة" محورا لمفاوضات غير رسمية تجري حاليا بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وجاء في الوثيقة: "اننا ابناء هذا الشعب في بيت المقدس واكناف بيت المقدس نصدر هذا العهد ليكون عروتنا الوثقى في التضحية والوحدة والعمل الجاد والمستمر لزوال الاحتلال الاسرائيلي عن مدينة القدس وكافة ارضنا الفلسطينية لتظل لاصحابها الشرعيين ليعيشوا بأمن وأمان وطمأنينة وسلام". وشدد مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني على انه من المستحيل ان يكون هناك اي تنازلات ولا يمكن للقيادة الفلسطينية ان تقدم مثل هذه التنازلات في قضية القدس او اللاجئين او الحدود. ويأتي اعلان "عهد القدس" في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الاستيطانية على المدينة المقدسة. ويرى الفلسطينيون بأم أعينهم كل صباح الجرافات الاسرائيلية اثناء تجريفها الاراضي لبناء المستوطنات، وهي تزيل معلما اثر معلم من معالم المدينة المقدسة. كذلك يأتي "عهد القدس" في الوقت الذي سربت فيه مصادر اسرائيلية نبأ عن تواصل مفاوضات "غير رسمية" بين الفلسطينيين والاسرائيليين في شأن اعادة رسم حدود بلدية القدس بحيث يتم تسليم شعفاط وبيت حنينا الواقعتين شمال المدينة المقدسة الى الفلسطينيين. ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مراسلها الديبلوماسي ان هذا الطرح عرض خلال مفاوضات الوضع النهائي الخاصة بمدينة القدس والتي جرى تصنيفها على انها "غير رسمية وخاصة" بين رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء ووزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي بعلم رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك. وقالت المصادر ذاتها ان "اعادة رسم حدود القدس" حسب المواصفات الاسرائيلية ستستثني بيت حنينا وشعفاط اللتين اصلا وحسب حدود القدس الاصلية لا تدخلان ضمن نطاقها البلدي كما كان قبل العام 1967. واخلت الشرطة الاسرائيلية امس مجموعة من المستوطنين استولوا على اراض في بلدة ابو ديس تمهيدا لبناء مستوطنة جديدة عليها بهدف منع باراك من تنفيذ عملية اعادة الانتشار. واعلنت السلطات الاسرائيلية هذه المنطقة منطقة عسكرية مغلقة يحظر الدخول اليها وازالت الخيمة التي اقامها مستوطنون يقودهم النائب الاسرائيلي من حزب "الاتحاد الوطني" بني بيغن. ويقول الفلسطينيون أن "عهد القدس" جاء لقطع دابر "الضبابية" التي تحاول اسرائيل فرضها بصورة تدعو للسخرية، على تعريف مدينة القدس مرة عبر الحديث عن ابو ديس وأخرى عن بيت حنينا وشعفاط. وعلمت "الحياة" ان جهات مقدسية تسعى الى وضع "آليات مناسبة"من اجل ان يأخذ "عهد القدس" تعبيره على الارض ويوضح للجميع ان ما جاء فيه "فتوى دينية" لا تقبل التأويل او التغيير.