اضاف الرئيس العراقي صدام حسين منصباً جديداً لجملة المناصب التي يشغلها، حين قرر في اجتماع للقيادة القومية لحزب البعث الحاكم في العراق، أن يصبح "اميناً عاماً للحزب" خلفاً لميشيل عفلق الذي شغل المنصب منذ المؤتمر الأول نهاية الأربعينات في دمشق، حتى وفاته في بغداد عام 1989. وظل منصب "الأمين العام للبعث العراقي" شاغراً بعد وفاة عفلق، فيما كان صدام يشغل منصب "الأمين العام المساعد". وأكد قيادي بعثي عراقي سابق ان "التسمية الجديدة لا تعني ان صدام لم يمارس فعلياً مهمات الأمين العام منذ استيلائه على سلطة الحزب والدولة عام 1979. فصدام حين اعتقل الأمين العام المساعد السابق عضو القيادة القومية منيف الرزاز بعد اتهامه بمساندة "المجموعة الانقلابية" التي كانت رفضت استيلاء صدام على السلطة، لم يكن استشار عفلق او ناقشه في الأمر مما يعني انه كان الرجل الأول في القيادة القطرية، وأبقى لعفلق منصباً شرفياً سمي القائد المؤسس. ورأى البعثي الذي تحول الى المعارضة وترك العراق العام الماضي ان "صدام تأخر في منح المنصب الجديد لنفسه رسمياً تقديراً منه لعفلق الذي كان يدعم صعوده واعتبره هدية البعث للعراق". ويرجح ان يكون الاعلان عن "المنصب القيادي" الجديد لصدام تحقيقاً لهدف اعلامي يقصد منه الرئىس العراقي توجيه رسالة الى "التنظيمات البعثية العراقية" في الدول العربية مفادها انه "حاضر بقوة وما زال ممسكاً بدفة الأمور في العراق ويتهيأ لعودته الى المحيطين العربي والدولي". معلوم ان تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي في الدول العربية تنقسم الى فئة مناصرة ل"البعث السوري" وقيادة "الامين العام" الرئيس حافظ الاسد، وفئة تلتزم خط "البعث العراقي" الذي عقدت قيادته القومية اجتماعاً في بغداد قبل ايام ناقش الانشقاقات في تنظيمات البعث في الاردن واليمن، ووجهت انتقادات الى "ضعف" تنظيمات المغرب وتونس والسودان. وتضم "القيادة القومية للبعث العراقي" عزت الدوري وطه ياسين رمضان وطارق عزيز من العراق، وقاسم سلاّم اليمن وبدرالدين مدثرالسودان والياس فرح سورية بالاضافة الى علي غنام وعبدالمجيد الرافعي. واستبعد القيادي البعثي السابق "انعكاسات داخلية" لتسمية صدام اميناً عاماً للقيادة القومية، مؤكداً ان "وضع البعث في الداخل هامشي فيما عناصر القوة موكلة الى المخابرات والأمن والحرس الجمهوري الخاص، وهي تخضع لسيطرة مباشرة من قصي صدام حسين".