جاءت كلمات الرئيس العراقي صدام حسين في خطاب مكتوب، القاه قبل ثلاثة ايام في اجتماع مع قيادات حزب البعث الحاكم، لتؤكد ما تناقلته مصادر عراقية مطلعة عن تغييرات وشيكة يعدّ لها صدام، تطاول وجوهاً تقليدية في القيادتين القطرية والقومية، اضافة الى قيادات المكاتب الحزبية: المكتب المهني، المكتب العسكري، مكتب الطلاب والشباب وغيرها. وقال صدام الذي كان يقرأ خطابه، كما نقلته "الفضائية العراقية"، واضعاً نظارتين على عينيه: "لامكان بيننا للمتخاذلين والذين بدأ التعب يسيطر عليهم". واعتبر ذلك تأكيداً على ان المؤتمر القطري الجديد للبعث الحاكم والمتوقع انعقاده بعد تموز يوليو سيتخذ اجراءات تهدف الى "تجديد القيادات". وكان صدام الذي يشغل موقع الأمين العام للقيادتين القطرية والقومية ل"البعث" العراقي، قال انه يجتمع مع قيادات الحزب في "هذا المكان البهي"، في اشارة الى "قاعة الخلد" التي شهدت مؤتمراً قطرياً استثنائياً للحزب عام 1979، تم خلاله اتخاذ قرار بتصفية حوالى 40 قيادياً بعثياً رفضوا استيلاء صدام على السلطة وابعاد احمد حسن البكر. ورأى قيادي بعثي عراقي سابق ان صدام يهيئ القيادات لتغييرات ليست اقل من تلك التي اجراها عام 1979، لكن القيادي السابق استبعد ان تكون هذه المرة "دموية". وفيما اعتاد صدام ارتجال خطابات مطولة، اكتفى بالخطاب المكتوب من دون ان يعلق بعبارة على الهتافات والكلمات الحماسية والقصائد التي راح البعثيون يتسابقون على القائها، بحسب اشارة من نائب أمين سر القيادة القطرية عزت ابراهيم الدوري، فيما دعا الحضور الى الوقوف لقراءة سورة الفاتحة ترحماً على ميشيل عفلق "القائد المؤسس" للبعث، الذي احيا العراق ذكرى رحيله الحادية عشرة قبل أيام، مؤكداً انه اعتنق الاسلام واصبح اسمه أحمد ميشيل عفلق. وتوقعت مصادر عراقية مطلعة ان تطاول التغييرات المرتقبة في قيادات "البعث"، اعضاء في القيادة القطرية يرى صدام ان "التعب نال منهم"، وبلغ بعض اعضاء القيادة سن السبعين أو تجاوزها. ولم تستبعد المصادر صعود نجلي الرئيس عدي وقصي الى صفوف القيادات الشابة التي ستكرس "مرحلة جديدة من حكم البعث للعراق".