قللت مصادر اميركية رسمية من احتمالات عقد قمة فلسطينية - اميركية - اسرائيلية أواخر الشهر، في ضوء "الخلافات العميقة" المخيّمة على مفاوضات التسوية النهائية، الأمر الذي اعتبرته مصادر فلسطينية "رضوخاً اميركياً" لمطلب اسرائيل ممارسة مزيد من الضغوط على الرئيس ياسر عرفات كي يقدم تنازلات عشية لقائه المرتقب مع الرئيس بيل كلينتون الاسبوع المقبل. وقال مسؤول اميركي يرافق وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت التي بدأت في اسرائيل امس جولتها الشرق الأوسطية، انه لا تزال هناك خلافات حول كل قضية من قضايا مفاوضات "الوضع النهائي" على المسار الفلسطيني، مشيراً الى ان كلينتون "لن يوافق على عقد قمة اذا لم يقتنع بوجود أساس لذلك". وكانت مصادر اسرائيلية اشارت الى ان هدف جولة اولبرايت هو الدفع باتجاه عقد القمة، وربما توقيع اتفاق الاطار حول قضايا التسوية النهائية خلالها. واكد المسؤول الذي أدلى بتصريحاته على متن الطائرة التي أقلت اولبرايت من موسكو الى تل ابيب، "ضرورة بذل مزيد من الجهود قبل عقد القمة". ولمحت مصادر ديبلوماسية الى امكان تأجيل موعد القمة الى أوائل تموز يوليو المقبل، وتناغمت تصريحات المسؤول الاميركي مع تصريحات لوزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي وزميله في الحكومة حاييم رامون، طالبا فيها عرفات ب"اتخاذ قرارات صعبة". وقال ليفي في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان "المشكلة تكمن في عدم ادراك عرفات ضرورة اتخاذ قرارات صعبة كزعيم للشعب الفلسطيني، بعيداً عن التكتيك والتصريحات النارية". أما حاييم رامون الوزير في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية فاستبق وصول اولبرايت الى المنطقة ليوضح ما تريده تل ابيب من الادارة الاميركية التي بدأت تعد الأيام تنازلياً لخروج كلينتون من البيت الأبيض، وتحديداً رعاية عقد اجتماع ثلاثي مطول على مستوى القمة، على غرار قمة "كامب ديفيد" الاسرائيلية - الاميركية - المصرية التي أفضت الى عقد معاهدة السلام الأولى بين دولة عربية واسرائيل في 1978. وقال رامون لاذاعة الجيش الاسرائيلي: "ما نحتاج اليه هو عقد قمة على غرار كامب ديفيد لحمل الأطراف على اتخاذ قرارات صعبة وجريئة"، موضحاً ان طاقمي المفاوضات الاسرائيلي برئاسة وزير الأمن الداخلي شلومو بن عامي والفلسطيني برئاسة رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع لن ينجحا في تضييق الهوة العميقة بين مواقف الطرفين. وكشف باراك عن وعود تلقاها من كلينتون خلال لقائهما الأخير في لشبونه، بتمويل أي اتفاق يوقعه الاسرائيليون مع الفلسطينيين. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن باراك قوله خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية أول من امس ان كلينتون وعده بأنه سيحرص على ان تمنح الولاياتالمتحدة مساعدات ببلايين الدولارات لتمويل الاتفاق، تشمل بناء "جدار فاصل" بين الأراضي الفلسطينية والدولة العبرية، وجسر علوي يربط الضفة الغربية بقطاع غزة وبناء مصانع لتحلية مياه البحر