سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قائد وحدة المظليين الاسرائيليين يوجّه تهديدات جديدة للفلسطينيين . عرفات يطالب الأميركيين بضمانات لتنفيذ الانسحاب الثالث واسرائيل ترفض عرض "أي شيء إضافي" قبل القمة الثلاثية
في محاولة أخيرة لاستقراء احتمالات عقد لقاء قمة فلسطيني - اسرائيلي - اميركي في واشنطن في مطلع الشهر المقبل تلبية للمطلب الاسرائيلي، تصل وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى المنطقة مساء اليوم الثلثاء وسط تشاؤم فلسطيني وتهديدات اسرائيلية باستخدام مزيد من القوة ضد شركائهم في المفاوضات. وقال المبعوث الاميركي الخاص للعملية السلمية دنيس روس أن اولبرايت سترفع تقريرا مفصلا للرئيس الاميركي بيل كلينتون بعد زيارتها القصيرة الى المنطقة سيتقرر بموجبه "ما اذا كنا نتجه نحو عقد قمة أو المزيد من العمل المفاوضات". وألمح روس بعبارات ديبلوماسية الى تضاؤل احتمالات عقد القمة في ختام لقاء مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عقد في رام الله قائلا أن واشنطن لا تزال تسعى الى "جسر الهوة بين مواقف الفلسطينيين والاسرائيليين في المسارين الانتقالي والدائم" مشيراً الى أن هنالك "الكثير من العمل الذي يجب انجازه" وان "الجانبين يبحثان في قضايا مصيرية وأمنية مهمة ولذلك يصعب اتخاذ قرارات حاسمة وإبداء المرونة". وشارك في اللقاء الذي استغرق نحو ساعتين رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات "الوضع الدائم ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع ابو علاء ورئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات المرحلة الانتقالية صائب عريقات ونبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" أن روس اطلع على موقف عرفات من القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات بعد اجتماعه مساء اول من امس مع باراك لحسم مسألة عقد القمة التي تلح اسرائيل على عقدها رغم المعارضة الاميركية والفلسطينية لذلك خوفاً من فشلها. وأضافت المصادر ذاتها ان كلينتون "لا يؤمن بامكانية بناء الجسور بين المحيطات ولكن بين الانهار والمواقف بين الجانبين يبعد بعضها عن بعض بعد المحيطات". وكان عريقات اكثر وضوحاً في شأن حقيقة الوضع على المسار التفاوضي عندما قال للصحافيين في ختام اللقاء انه "يأمل النجاح لأولبرايت وروس في المهمة الصعبة التي يقومان بها". ونفى عريقات مجدداً ان تكون واشنطن قد طرحت اي اوراق او وثائق على الفلسطينيين في شأن قضايا المفاوضات النهائية. وأشار الى ان عرفات طالب روس مجددا بتقديم الضمانات لتنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية والمفترض ان تشمل كافة الاراضي باستثناء منطقة القدس والاراضي المقامة عليها المستوطنات اليهودية والمواقع العسكرية وكذلك تأمين الافراج عن الاسرى السياسيين الفلسطينيين. وأعرب الفلسطينيون بشكل سري عن غضبهم من موقف واشنطن "غير الواضح" بشأن تعهداتها بإلزام اسرائيل بتنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار والتي وافق الفلسطينيون على إرجاء تنفيذها لمدة اسبوعين فقط. وتستمر زيارة اولبرايت الى المنطقة أربعاً وعشرين ساعة تلتقي خلالها الرئيس عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك الذي ما زال يأمل بعقد هذه القمة وبعث بوزيره يوسي بيلين الى القاهرة سعياً الى إقناع الرئيس المصري حسني مبارك بالتأثير في موقف عرفات بهذا الشأن. وللهدف ذاته عقد وزير الامن الداخلي شلومو بن عامي الذي يرأس الوفد الاسرائيلي لمفاوضات الوضع النهائي لقاء مع عرفات في نابلس مساء امس الاول في نابلس في حضور جلعاد شير مستشار باراك وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن بالاضافة الى قريع وعريقات. وقالت مصادر اسرائيلية ان اللقاء استمر اربع ساعات. وصرح بن عامي للاذاعة الاسرائيلية امس بأنه وجد عرفات ميّالاً اكثر من اي وقت سابق للقمة الثلاثية وقال انه أبلغه ان اسرائيل لا تستطيع ان تعرض على الفلسطينيين قبل القمة اي شيء اضافي عدا ما عرضته عليهم حتى الآن في المفاوضات. وفي الوقت الذي يضغط فيه باراك من اجل عقد لقاء القمة الثلاثي وتتعرض فيه حكومته الى خطر السقوط من جديد بسبب تقدم حزب ليكود باقتراح في الكنيست لحجب الثقة عن الحكومة بحجة ان باراك ينوي "التنازل" عن أراضٍ، أسند الى وزير خارجيته ديفيد ليفي "العاطل عن العمل" في ما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين مهمة "التصعيد الكلامي" ضد عرفات والسلطة الفلسطينية. واتهم ليفي عرفات في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية "انه ليس معنياً بالعملية السلمية مع اسرائيل" وان تصريحاته في نابلس اول من امس ليست ملائمة. في غضون ذلك هدّد قائد وحدة المظليين في الجيش الاسرائيلي الكولونيل غادي شامني بأن الاسرائيليين سيستخدمون وسائل قتالية لم يستخدموها خلال "انتفاضة الاسرى" في ايار مايو الماضي وان باستطاعة الجيش استخدام 15 في المئة من الوسائل المتاحة لهم في حال اندلاع مواجهات من جديد بما في ذلك قاذفات حجارة ضخمة "واسلحة ثقيلة اذا استدعى الامر ذلك". وجاء تصريح الكولونيل الاسرائيلي ردا على تصريحات الرئيس عرفات التي قال فيها "إن على من يهددنا ان يتذكر معارك الكرامة وبيروت والانتفاضة". وكان عرفات يردّ بذلك على تهديدات رئيس أركان الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز الذي هدد الفلسطينيين باستخدام الدبابات والطائرات لقمعهم في حال حدوث مواجهات.