اكدت العروض التي تلقاها النجمان السعوديان عبيد الدوسري الوحدة ومرزوق العتيبي الشباب هشاشة الفكر الاحترافي في الميدان الرياضي، على رغم مضي نحو عقد من الزمن على بدء تطبيقه في المملكة. واللافت ان الاندية تلزم لاعبيها تطبيق كل بنود التعاقد وخصوصاً في حال وقوع مشكلات بين الطرفين، لكنها تعود سريعاً الى "العقلية القديمة" عندما يتعلق الموضوع بالانتقال. فهي تتحدث على الفور عن الاخلاص والعشق والاستمرارية مع النادي الذي نشأ وترعرع فيه اللاعب حتى الاعتزال، ما يخالف الفكر الاحترافي الاصيل تماماً. ولا جدال في ان الاحتراف في مجال كرة القدم تحديداً رفع من مستوى اللعبة في السعودية، وخصوصاً لجهة حدة التنافس على الفوز بالالقاب لكنه بات يصطدم بعقبة "ممنوع الانتقال" في نهاية كل موسم . والعرضان السخيان اللذان قدما لعبيد ولمرزوق 5،2 و3 ملايين دولار من الاهلي والاتحاد على التوالي وفقاً لمعلومات الصحافة السعودية، لم يفرحا انصار ومسيري الوحدة والشباب، بل دبت الخلافات في اروقتهما. ودفع رئيس نادي الشباب الامير "المهذب" خالد بن سعد ثمن هذه الصفقة حتى قبل ان تتم، عندما تقدم باستقالته من رئاسة النادي الى الرئيس العام لرعاية الشباب الامير سلطان بن فهد. وكانت وراء الاستقالة تلك الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها الامير خالد بن سعد لا لشيء سوى لرغبته في تنفيذ الصفقة التي ستدر دخلاً عالياً جداً على ناديه الذي يعاني مشكلات مادية. والامر ذاته ينطبق على الرئيس الجديد لنادي الوحدة حاتم عبدالسلام عندما اُتهم بالتفريط في عبيد "الذهبي"، كما يحلو لانصار الوحدة تسميته. الطريف ان اللائحة المنظمة لانتقالات اللاعبين، تمنحهم حق الانتقال من دون قيد او شرط بعد انتهاء عقودهم ما يعني ضياع فرصة حصول انديتهم الاصلية على بدل الانتقال، ومع هذا ترضخ بعض الاندية للضغوط الاعلامية والجماهيرية وترفض فكرة انتقال نجومها. واذا ما قدر لعبيد ومرزوق البقاء في فريقيهما، فإن فكرهما سيكون شارداً حتى وهما داخل الملعب لضياع تلك العروض التي تضمن لهما مستقبلاً مأموناً. لكن لا بد من الاشارة الى ان هناك مجموعة من مسيري الاندية السعودية يتمتع افرادها بسعة افق وفهم عال للاحتراف، لكنهم يضعفون في الغالب امام الضغوط. وهكذا يتحول امر انتقال نجم من فريق الى آخر الى ما يشبه العمل البطولي، وتتحدث الصحافة عن عبقرية ذلك الرئيس الذي يفهم جيداً المعنى الحقيقي للاحتراف. وتشير التجارب السابقة الى ان غالبية انتقالات اللاعبين المميزين مرت بولادة قيصرية وتأخرت لسنوات وسنوات كما حصل في انتقال مهاجم الاتحاد الحالي حمزة ادريس من ناديه السابق أُحد، وايضاً انتقال محمد الدعيع الى الهلال من الطائي.