صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب "العربية: نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية" من تأليف الباحث نهاد الموسى، أستاذ مادة النحو في الجامعة الأردنية، والكتاب - بحسب علمنا - هو الأول من حيث الشمول والتعمق في مجال لا يزال البحث فيه جديداً. والبحث، كما يقدمه المؤلف، هو في "توصيف" النظام اللغوي للعربية، و... "يحاول أن يتجاوز" وصف "العربية المتعارف الى استقراء المعطيات المدركة بالحدس لدى العربي البالغ من العلم بالعربية حدّ الكفاية". وينطلق البحث، كما يقول، من "عرض معطيات هذا النظام الكلي في وصفه الذي رسمه علماء العربية على اختلاف مناهجهم قديماً وحديثاً، ولكنه يمضي الى استشفاف ما يثوي وراء تلك المعطيات وما يستخفي في ثنايا تشكيلها من نواظم وأدلة تمكننا من تمثل هذا النظام لذاكرة بيضاء". ولأن البحث هذا يفترض أن "وصف العربية المتعارف موجّه الى العقل الانساني" وأن هذا الوصف يترك "التصريح" بنواظم خفية وأدلة ضمنية، معوِّلاً في استدعائها واستعمالها على "الحدث الكامن" أو "البرنامج" المركب في العقل الانساني بالفطرة، ... فإنه أي البحث يحاول "في خطوات استطلاعية تجريبية، أن يتلمس للعربية ملامح توصيف يشخِّص "المقولات" اللغوية، لعله يهدي الى تلك النواظم والأدلة المسكوت عنها"، إذ يحتاج الحاسوب، في تعامله مع قواعد اللغة، الى أدلة محددة إضافية تمكنه من تعويض عنصر الحدس هذا، كأن يعيَّن له الاسم بوقوعه "ال" أو بعد "يا" أو حروف الجرّ... الخ. فالحاسوب يحتاج - مثلاً - الى أدلة تفرق بين ياسمين "حيث "يا" جزء من بنية الاسم وبين ياسمين حيث "يا" حرف نداء.... وهنا يأتي دور التوصيف ليعرض القرائن التي تجعل الحاسوب يفرق بين الاسم في جملة "كانت ياسمين مسافرة" وبين حرف النداء والمنادى في "يا سمين! أعلم أن الحمية خير علاج للسمنة"، بل كيف تجعله يميز الاسم من حرف النداء والمنادى في جملة "تظن ياسمين" الحمية علاجاً كافياً؟". وهكذا... الخ.