تستأنف اليوم في صنعاء محاكمة سفاح مشرحة كلية الطب السوداني محمد آدم عمر اسحق. وافادت معلومات عن وجود 15 شخصية اكاديمية وسياسية وأمنية متورطة بقضية الكلية، وكذلك عن اختفاء اعترافات للسفاح من ملف التحقيقات، في حين أكدت مصادر مطلعة ان لجاناً سرية تحقق مع جميع الذين وردت اسماؤهم في هذا الملف والمشتبه في تورطهم. وفي تطور جديد، ابلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان أجهزة الأمن عثرت على جثة جديدة دلّها اليها المتهم في شقة يقطنها شخص سوداني غائب في مدينة جدة. وقالت ان المتهم اعترف بأنه قتل صاحبة الجثة قبل ايام من القبض عليه أواخر نيسان ابريل الماضي. وترددت توقعات مساء أمس بأن جلسة المحاكمة قد تؤجل من اليوم الى الاثنين، لكن المصادر الرسمية لم تؤكد ذلك. واتخذت القضية أبعاداً جديدة امس، إذ دعت السفارة السودانية في صنعاء السودانيين الى التزام منازلهم خشية اعمال انتقامية. ونقلت وكالة "اسوشيتدبرس" عن المواطن السوداني في العاصمة اليمنية انه تلقى هذه النصيحة من السفارة. وفي الخرطوم توارى صديق "سفاح صنعاء" الذي أدخله الى العمل في مشرحة مستشفى الخرطوم وعاش معه لفترة، وأكد زملاء لآدم عيسى صديق السفاح انه متغيب عن العمل ومن مسكنه منذ أربعة ايام. وقال عدد من الذين يشاركون عيسى السكن في منزل حراس ملحق بمقابر فاروق وسط العاصمة السودانية انهم لا يعرفون مصيره. وزارت "الحياة" المنزل امس، واكد الحراس ان عيسى اختفى منذ أربعة ايام من مسكنه ومكان عمله في المقابر. وأوضحوا ان أحد أقارب السفاح زار عيسى قبل أيام وحذره من الإدلاء بأي معلومات عن آدم لأي جهة، لأن ذلك سيسبب مضايقات لأسرته، ونصحه بمقاطعة وسائل الاعلام الاجنبية، بعدما منعت وزارة الداخلية السودانية وسائل الاعلام المحلية من نشر أي معلومات عن "سفاح صنعاء" سوى ما يصدر عن الاجهزة الرسمية. وروى هؤلاء ان عيسى تحدث قبل ايام عن خشيته من انتقام السفاح منه اذا عاد الى السودان، مذكراً بأنه كان هدده بالقتل مرات، على رغم انه هو الذي قدمه للعمل في مشرحة الخرطوم كعامل نظافة في البداية. ويتوقع ان تبت محكمة ابتدائية في العاصمة اليمنية برئاسة القاضي يحيى الاسلمي دفوع محامي أولياء دم الضحايا، والتي تركز على اعادة ملف قضية السفاح الى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات وكشف المتورطين ومن لهم علاقة بجرائم محمد آدم، في ضوء تناقضات ميزت أقواله. وأجمعت الصحف اليمنية على ان السفاح يخفي حقائق ويحاول التستر على اشخاص على علاقة بجرائمه. وعلى رغم ان صحيفة "الثورة" الرسمية انتقدت امس مراسلي وكالات الانباء والصحف التي تصدر في الخارج بسبب ما اعتبرته "معالجات تنساق الى منزلق خطير يتجاوز الاعراف الصحافية واخلاقيات المهنة"، الا انها اعترفت بأن أقوال محمد آدم متناقضة تثير الحيرة بمقدار ما تثير التقزز. واعتمدت تغطية الصحافة اليمنية لمجازر مشرحة كلية الطب في جامعة صنعاء على إبراز الشكوك حولها، وتحدثت عن وجود 15 شخصية أكاديمية وسياسية وأمنية متورطة بأحداث كلية الطب، واختفاء اعترافات خطيرة للمتهم من ملف القضية. وزادت الشكوك اثر تقرير للجنة طبية رسمية كشفت وجود اعضاء بشرية لإناث وذكور وربما أطفال ورضع، تدل انسجتها على انها حديثة، وأجزاء من أجساد ضحايا شوّهت مما يناقض تصريحات عميد كلية الطب الموقوف الدكتور أحمد الحداد الذي اكد ان لجان التحقيق عثرت على جثتين فقط من جثث الضحايا في مشرحة الكلية. واكدت ل"الحياة" مصادر مطلعة ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يتابع قضية السفاح، واعطى توجيهات بمحاسبة جميع المتورطين والمقصرين الذين تربطهم علاقة بالقضية.