إنشغلت الاوساط الشعبية في السودان في الايام الماضية بقضية "سفاح جامعة صنعاء" محمد آدم الذي أعلن أنه يحمل الجنسية السودانية. وأجرت "الحياة" إتصالات واسعة لجمع المعلومات عن الرجل، لكن البحث الصحافي لم يثبت حتى الآن تعرف أشخاص إلى القاتل أو أسرته عن طريق القرابة أو الجيرة. وتردد على نطاق واسع في السودان أن آدم من رعايا دولة نيجيريا وأنه دخل السودان ضمن الافواج التي تأتي إليه من غرب أفريقيا وتعيش في مناطق الزراعة أو تقيم في البلاد لفترة قبل الانتقال الى دول الجزيرة العربية طلبا للرزق. وقال وزير الداخلية السوداني عبدالرحيم محمد حسين في تصريحات أمس أنه تلقى إتصالا هاتفيا من نظيره اليمني حسين عرب ونقل اليه كل المعلومات المتوافرة عن المتهم في السودان. وأكد حسين أنه "لم يثبت لدينا أنه إرتكب جرائم مماثلة في السودان". وكانت تقارير أفادت أن "السفاح" قتل 11 إمرأة سودانية وأخريات في اليمن والكويت ونيجيريا. ووصلت آخر التقديرات المنشورة لأعداد ضحاياه الى 51 إمرأة. وقال الوزير إن "كل المعلومات التي لدينا هي إنه كان يعمل عاملا في مشرحة مستشفى الخرطوم في بداية الثمانينات ثم إختفى من البلاد". ونفى مسؤول في جامعة أمدرمان ما تردد عن أن آدم عمل في مشرحة الجامعة. وقالت مصادر في إدارة الجنسية والجوازات إن آدم نال الجنسية السودانية وفقا لنظام إقامة الاجانب والعمل والزواج من سودانية تنتمي الى ولاية دارفور في غرب البلاد، وأنه حصل على جواز سفر بعد حصوله على الجنسية وغادر البلاد ولم يعد اليها بعد ذلك. ونشرت الصحف في الخرطوم أنها فشلت في العثور على أي معلومات عن معارف أو جيران أو أفراد أسرة ينتمي اليها آدم في السودان. ونقلت عن الشرطة أنه لم سجل أي بلاغ ضده. وفي صنعاء اف ب حاولت وزارة الداخلية اليمنية أمس التقليل من شأن القضية، مؤكدة ان عدد الضحايا بلغ فتاتين فقط حتى الآن. وافادت الوزارة في بيان ان "التحقيقات وكل التحريات التي قامت بها الاجهزة الامنية في القضية اكدت قتل السوداني محمد آدم فتاتين من كلية الطب احداهما يمنية والاخرى عراقية". واضافت ان المتهم اعترف بذلك كما ان السلطات عثرت على بقايا جثتيهما في مشرحة الكلية". واوضحت ان "الاجهزة المعنية في وزارة الداخلية وجامعة صنعاء لم تتلق اي بلاغ عن اختفاء اي فتاة اخرى من الكلية". لكن التكهنات إستمرت في شأن عدد ضحايا آدم. وكتبت صحيفة "الوحدوي" أمس إنه اعترف ب "قتل 51 فتاة في السودان واريتريا والكويت".وكانت مجلة "26 سبتمبر" نشرت الخميس مقابلة مع المتهم 52 عاماً اعترف خلالها بانه بدأ مسيرة القتل عندما كان في الثانية والعشرين. وشددت الوزارة في البيان على ان "الحادث الاجرامي الذي ارتكبه آدم هو حالة مزرية وشاذة واستثنائية يتحمل مسؤوليتها المتهم بمفرده ولا علاقة للجالية السودانية بالسلوك الاجرامي للمتهم".