للسنة الخامسة على التوالي خلت شوارع الدوحة في ذكرى تولي أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحكم، من مظاهر الاحتفالات المعروفة في مثل هذه المناسبات، وبدت الحياة طبيعية امس، وغابت ايضاً التهاني التي كانت تنشرها وزارات الدولة في هذه المناسبة. وكان الأمير اصدر توجيهات بهذا الصدد "مما يعكس رؤيته" منذ توليه الحكم في 27 حزيران يونيو 1995. وعلى رغم ان التقليد الذي بدأ يترسخ في هذه الذكرى ألغى أشكال الاحتفال الحكومي، الا ان المظهر الوحيد للمناسبة تعكسه اجهزة الاعلام التي تتحدث عن "التحول الديموقراطي" و"الانجازات الاقتصادية". وتحظى "العملية الديموقراطية" بأولوية لدى السلطات، علماً ان الدوحة شهدت أول انتخابات بلدية اتيحت فيها للمرأة فرصة المشاركة في الترشيح والانتخاب، وتتواصل الآن جهود لوضع دستور دائم لقطر للمرة الأولى. وكان أمير الدولة أصدر قراراً بتشكيل لجنة كلفت اعداد مشروع الدستور الذي يتوقع ان يفتح آفاقاً أرحب و"يقنن عملية المشاركة الشعبية في صنع القرار". وتزامنت ذكرى تولي الشيخ حمد بن خليفة الحكم مع تأكيدات اطلقها أمس وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الموجود حالياً في وارسو، خلال حديثه الى اللجنة الرابعة المنبثقة من مؤتمر "نحو مجتمعات ديموقراطية" الذي يعقد تحت شعار "نظرة حول مستقبل الديموقراطية... تدعيم المؤسسات الديموقراطية عبر التعاون والتبادل والشراكة". وقال الوزير ان بلاده ستشهد بعد وضع الدستور "انتخابات برلمانية لكل من الرجال والنساء على قدم المساواة"، مشيراً الى ان "العملية الديموقراطية في المنطقة ليست سهلة". لكنه شدد على ان "الأمير وحكومته مؤمنان بهذه العملية". واضاف: "الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يشرف شخصياً على تحقيق المسار الديموقراطي". ولفت الى ان قطر "بدأت العمل لإدخال الديموقراطية منذ 4 سنوات وحققت ما خططت له لجهة تحرير وسائل الاعلام وانتخابات المجلس البلدي، وتأمين حقوق المرأة لتتساوى مع الرجل في حق التصويت وتحمل المسؤوليات". وفتحت المرحلة الحالية أوسع الأبواب امام القطرية التي تبوأت مواقع جديدة في خريطة العمل، مثل السيدة شيخه المحمود وكيلة وزارة التربية والتعليم العالي. والدكتورة لولوه المسند قطرية هي أول امرأة خليجية تشغل منصب الأمين العام المساعد لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية، وتتعدد الوجوه النسائية في مواقع عدة، بينها جامعة قطر حيث تتولى الدكتورة شيخة عبدالله المسند منصب نائبة مدير الجامعة للبحوث وخدمة المجتمع. يذكر ان الشيخة موزه المسند زوجة أمير قطر ترأس المجلس الأعلى للاسرة، وترعى مهرجانات ونشاطات نسائية، وكانت زارت الشهر الماضي كندا والتقت مسؤولين في مجالات الأسرة والعمل الاجتماعي، وسبقت الزيارة جولة في اميركا، عكست ايضاً طبيعة الدور الذي تقوم به المرأة القطرية في "عملية المشاركة".