في أول خطوة من نوعها تشهد الدوحة اليوم ندوة "المرأة الخليجية والمشاركة السياسية... تجارب وتحديات وأبعاد مستقبلية". ويشارك في الندوة عدد من المثقفات الخليجيات اللاتي شاركن في الحياة السياسية أو عاصرنها عن قرب وبينهن عدد من القطريات. وسيتم تقديم عدة أوراق عمل. وعلمت "الحياة" ان محاور وأهداف الندوة تركز على تسليط الضوء على تجارب منتقاة من دول العالم حول المشاركة السياسية للمرأة في المؤسسات التشريعية والتنفيذية تجارب اميركا وفرنسا وإيران واليابان والسودان وتونس اضافة الى التعريف "بالمكتسبات التي حققتها المرأة الخليجية من المشاركة السياسية في العملية الديموقراطية خلال السنوات الماضية وإبراز البعد الشرعي والاجتماعي والاقتصادي لتوسيع دائرة المشاركة للمرأة الخليجية في مؤسسات المجتمع المدني. وستتناول الندوة التي ينظمها "مركز قطر لدراسات استشراف المستقبل" لمناسبة الذكرى الأولى للمشاركة السياسية للمرأة القطرية في العملية الديموقراطية الانتخابات البلدية التي اعطيت فيها المرأة القطرية حق الترشيح والاقتراع "رؤى مستقبلية لابعاد مشاركة المرأة في الحياة السياسية في دول مجلس التعاون الخليجي". وقال رئيس مركز قطر لدراسات استشراف المستقبل الشيخ منصور بن خليفة آل ثاني ل"الحياة" ان الندوة التي تتزامن مع الذكرى الأولى لأول انتخابات بلدية شاركت فيها المرأة القطرية "ستقف على آراء عدد من الخليجيات حول موضوع مشاركة المرأة في الحياة السياسية والانتخابات" في سبيل "معرفة آراء المجتمع النسائي وطبيعة وجهات النظر في هذا الشأن ومدى انسجامها او تضاربها". ولفت الى ان المركز ينظم هذه الأيام في ذكرى الانتخابات البلدية "حملة توقيع على رسالة من الشعب ستوجه لأمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيبلغ طولها نحو ألف متر وسيجرى تسليمها للأمير في حضور رئيس المجلس البلدي المهندس حمد المري وأعضاء المجلس "قديراً لدور سموه في دعم الديموقراطية". وحصلت "الحياة" على اسماء المشاركات بأوراق عمل في الندوة وهن الشيخة لولوه آل خليفة رئيسة جمعية الطفل والأمومة في دولة البحرين، والدكتورة سمية ابو كشوه وزيرة الدولة في وزارة الثقافة والاعلام في السودان، والدكتوره ميثاء الشامسي مستشارة زوجة رئيس دولة الامارات، والسيدة اشرف بروجردي مستشارة وزير الداخلية المدير العام لشؤون المرأة في ايران، والسيدة محفوظة الزياني نائبة رئيسة جمعية الطفل والأمومة في البحرين والسيدة سلمى ناصر العجمي - الاتحاد النسائي الكويتي، والدكتورة كلثم جبر الكواري عضو المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر والدكتورة أمينة محمد يوسف الجابر الاستاذة المساعدة في قسم الفقه والأصول في جامعة قطر، والشيخة هنادي ناصر بن خالد آل ثاني المديرة التنفيذية للشركة القطرية الاستثمارية للسيدات. كما ستشارك سيدات إماريات وتونسيات. وقالت مصادر الندوة انه مع بداية القرن الواحد والعشرين اصبح المجتمع القطري يتكوّن "من انماط سلوكية مختلفة تقوم على مبدأ المشاركة الاجتماعية والسياسية النشطة لكلا الجنسين بفضل تشجيع أمير الدولة الذي "فتحت تعليماته المجالات أمام المرأة القطرية لتولي مناصب ادارية عليا وتم تتويج هذا الدعم بمنح المرأة حق الترشيح والاقتراع في أول انتخابات بلدية". ويرى مسؤولو مركز قطر لدراسات استشراف المستقبل ان المتغيرات التي حدثت في المجتمعات الخليجية من خلال توسيع دائرة مشاركة المرأة في الحياة العامة "لم تكن الا واحدة من مسلسل المتغيرات التي تشهدها المنطقة والتي تعرضت لتحديات كبيرة ومؤثرات خارجية احدثت تغييرات في البنية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية لأبناء المنطقة الخليج وذلك بمواكبة التطورات التي يشهدها العالم بعد انتهاء حرب الخليج الثانية وبروز قطب واحد له السلطة الأقوى في العالم والدعوة الى تأسيس حكومة العالم في ظل تداول مصطلحات اصبحت في حكم الواقع مسلمات مثل العولمة والشفافية وغيرها". وأضافوا ان مركز قطر لدراسات استشراف المستقبل ينظم هذه الندوة "ايماناً بالدور الكبير الذي تقوم به المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال مشاركتها الفاعلة في برامج التنمية المختلفة".