أحمد خليل مدافع من الطراز الاول اختار طريق النجومية قبل ان تحط قدماه في ناديه الحالي الهلال، فقد طرق ابواب المنتخب السعودي لكرة القدم في مناسبة دورة الخليج ال14 في البحرين، وكان حينها لا يزال في صفوف الاتفاق. وارتفعت اسهمه عندما انتقل في الموسم الفائت الى الهلال فذاق طعم البطولات، وسلطت الاضواء عليه من كل حدب وصوب، وساعده مستواه المتطور ليكون ضمن "القافلة الخضراء" في الجولة الاوروبية الاخيرة التي شارك فيها ضمن التشكيلة الاساسية في معظم المباريات. احمد خليل اطلع "الحياة" على امانيه وطموحاته بالاضافة الى معايشته لناديه الاتفاق سابقاً والهلال حالياً. تصريحات مفبركة كيف تختصر مسيرتك في الاتفاق؟ - انه النادي الذي ترعرعت فيه، والذي قدمني الى الجمهور واوصلني الى المنتخب. واحب هنا ان اشكر جميع الاتفاقيين من مسؤولين وجماهير ولاعبين، واجدها فرصة لأقول للجميع ان كل ما جاء على لساني من ذم عبر الصحف لنادي الاتفاق هي حوارات وتصريحات مفبركة، ليس لها اساس من الصحة، فأنا لا ازال احتفظ بصداقاتي مع جميع الاتفاقيين على المستويات كافة، وكل ما اتمناه ان يعود "فارس الدهناء" الى سابق عصره. اذاً لماذا انتقلت للهلال؟ - الاجابة ببساطة هي اننا في عصر الاحتراف والانتقال حق مشروع لجميع اللاعبين، فاللاعب حالياً مثل الموظف يبحث عن الشركة او المؤسسة التي تقدم له المزايا الافضل، لأن الاحتراف بالنسبة للاعب مصدر رزقه، وهذه المعادلة يجب ان تدركها الجماهير الرياضية على اختلاف ميولها، فليس من المعقول ان يطلب من اللاعب ارقى انواع التضحية والولاء، وفي نهاية المطاف لا يجد طريقاً لتأمين مستقبله. ومن هنا اقول ان عملية انتقالي للهلال جاءت بالدرجة الاولى لتأمين مستقبلي، واعتقد ان هذا حق مشروع، لا سيما ان لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي اعطت هذا الحق للاعب، فكيف نحرمه نحن اللاعبين على انفسنا، ومن وجهة نظر شخصية اعتقد ان الاسئلة الصحافية في الحوارات مع اللاعبين يجب ان تتطور وان تواكب ايضاً العملية الاحترافية، فالسؤال عن الانتقال، ولماذ فضلت النادي الجديد وتخليت عن النادي القديم؟ اسئلة لا تناسب هذه المرحلة، لأنها تتعارض مع مبادئ وبنود الاحتراف الجديدة. هل وجدت فوارق بين الاتفاق والهلال؟ - اعتقد ان الجميع متفق ان الفارق الاساسي هو فارق الامكانات، فالهلال ناد كبير يملك مقومات وموارد لا يملكها الاتفاق، وابسط مثال على موارد الهلال قوته في خزينة اعضاء شرفه الذين يدعمون ناديهم بملايين الريالات التي تساهم في جلب لاعبين مميزين سواء محترفين سعوديين او محترفين اجانب، على عكس الاتفاق الذي يفتقد الى هذا الجانب المهم في دعم مسيرته. ولعل الفوارق في زمن الاحتراف تتضح اكثر من اي وقت مضى، كما ان مساهمات اعضاء شرف الهلال تذلل جميع العقبات التي تعترض النادي ومنها على سبيل المثال لا الحصر احضار مدرب عالمي يواكب امكانات الفريق، على عكس الاتفاق الذي تعترض طريقه الكثير من الازمات المالية من دون ان تجد طريقاً للحل والتي من ابرزها بالطبع تجديد عقود اللاعبين المحترفين السعوديين، لذلك علينا الاّ نستغرب انتقال اكثر من لاعب اتفاقي لأندية اخرى. لعبت هذا الموسم مع الهلال، وحققت مع فريقك الجديد الكثير من البطولات، كيف تأقلمت مع اجواء الانجازات؟ - عندما كنت ألعب في الاتفاق كنت امني النفس بعودة الفريق لساحة البطولات، والاتفاق كما يعرف الجميع احد الفرق الكبيرة التي حصدت البطولات ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستويين الخليجي والعربي ايضاً، وعندما انتقلت الى الهلال شعرت منذ اليوم الاول فيه ان حلمي سيتحقق بالعودة الى منصات التتويج. وهل توقعت ان تكون ضمن التشكيلة الاساسية؟ - نعم وجميع مسؤولي الهلال ساعدوني على زرع الثقة بقدراتي، ولا انسى دور اللاعبين ايضاً الذين شجعوني حتى نجحت في تثبيت نفسي ضمن الطاقم الاساسي، ثم ان الهلاليين استقدموني من الاتفاق لثقتهم في قدراتي وامكاناتي. هناك من يؤكد ان زميلك عبدالله الشريدة هبط مستواه هذا الموسم وانك قمت بتغطية هذه الثغرة؟ - كلام مردود عليه لأن الشريدة نجح في الهلال قبل وجودي، واعتقد ان الهدف من ترويج مثل هذه الاشاعات هو بث الفرقة بين صفوف لاعبي الهلال، ولكن احب ان اريح من يستخدمون هذه الاساليب، واقول لهم ان لاعبي الهلال اكبر من هذه المهاترات، والشريدة نجم فوق العادة. الرجل المناسب تعاملت مع عدد من المدربين الكبار ومنهم لوري عندما كان مدرباً للاتفاق، هل لك ان تقارن بينه وبين مدرب الهلال الحالي يوردانسكو؟ - انا هنا لا انصب نفسي مقوّماً لمدربين كبار، ولن اتحدث عن الفارق بين يوردانسكو ولوري، ولكن سأتحدث فقط عن يوردانسكو الذي كسب احترام الجميع لأنه يملك مقومات المدرب الواثق من نفسه، قوي الشخصية ولين متسامح في الوقت ذاته، علاقته باللاعب لا تنتهي بالخروج من الملعب بل انه موجه داخل الملعب، صديق خارجه، يغضب لكن غضبه في مصلحة اللاعب، ويتسامح من دون ان يخل بمبادئه، وفوق ذلك كله يقرأ الخصم جيداً، واعتقد انه مدرب يتفق الجميع، على انه مكسب كبير للهلال. هل نستطيع القول انك ثبت اقدامك في صفوف الاخضر كما هي الحال في الهلال؟ - لا اعتقد لسبب بسيط هو ان هناك مجموعة كبيرة من المدافعين الجيدين في صفوف المنتخب، والتنافس الشريف بين اللاعبين قائم على قدم وساق، وأحب هنا ان اشيد بالمدرب ميلان ماتشالا الذي اعطى الجميع فرصة لاثبات وجودهم، واتمنى بالطبع ان ارتدي شعار الوطن في مناسبات رسمية، وهذا هو هدفي الذي اخطط له في المرحلة المقبلة. لو عرض عليك الانتقال لناد آخر بمبلغ مغرٍ هل ستنتقل وتترك الهلال؟ - من حيث المبدأ سؤالك في محله، ولكن من حيث الواقع لا أعتقد ان هناك نادياً افضل من الهلال على الاقل من وجهة نظر شخصية، حيث اجد نفسي في الهلال اكثر من غيره من اندية المملكة.