طهران - أ ف ب، رويترز - احتدمت "حرب الصحافة" في إيران والحملة على الشخصيات الليبرالية في غياب الرئيس محمد خاتمي الذي يزور هونغ كونغ بعد الصين. وفيما رفض مستشاره حجة الإسلام علي أكبر محتشمي المثول أمام محكمة رجال الدين طاعناً في شرعيتها، أعلن ان عزت الله سحابي، إحدى أبرز الشخصيات الليبرالية المعارضة، اعتقل أمس بسبب مشاركته في مؤتمر برلين الذي اعتبره المحافظون مناهضاً للجمهورية الإسلامية وقيمها. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن بيان للقضاء ان "محكمة الثورة وضعت سحابي رهن الاحتجاز الموقت بعدما استدعته في إطار التحقيق في موضوع المشاركة في المؤتمر، مع الأخذ في الاعتبار اكتشاف وثائق سرية خلال عمليات الدهم الأخيرة". وفيما يعد مجلس الشورى البرلمان ذو الغالبية الاصلاحية، تعديلاً عاجلاً لتخفيف القيود الصارمة على الصحف، كان التطور البارز أيضاً أمس كشف رفض محتشمي وزير الداخلية السابق القريب إلى الرئيس خاتمي، والذي يدير صحيفة "بيان"، المثول أمام محكمة رجال الدين وطعنه في شرعيتها. وكان اعلن أول من أمس ان القضاء عطل صدور الصحيفة لانتهاكها "القوانين الخاصة بالإسلام والصحافة"، ونقلت صحيفة "ابرار" عن محتشمي ان محكمة رجال الدين استدعته مرات، معرباً عن اعتقاده أنها "غير شرعية في ما يتعلق بالمسائل الإعلامية". وأضاف: "إذا انعقدت محكمة ذات اختصاص بحضور قضاة ومحامين، وأجريت المحاكمة علنية، عندها أمثل أمامها". ولم يحدد أي موعد دقيق لمحاكمة محتشمي الذي رفض سابقاً المثول أمام محكمة رجال الدين. واستدعي في نيسان ابريل بعد شكوى من إمام صلاة الجمعة في همذان وسط، بحسب مصادر قضائية في طهران. ويعتبر محتشمي أحد مؤسسي "حزب الله" اللبناني، وكان سفيراً لإيران لدى سورية خلال الثمانينات. وأصدر صحيفة "بيان" الفريق الإعلامي لصحيفة "سلام" التي أثار اغلاقها في تموز يوليو 1999 اضطرابات اعتبرت سابقة في الجمهورية الإسلامية. وعطل القضاء خلال ثلاثة أشهر عشر صحف قريبة إلى التيار الإصلاحي، فيما صدرت صحيفتان اصلاحيتان جديدتان هما "بهار" و"حياة اي نو". إلى ذلك، أعلنت حركة طالبية أمس ان 110 آلاف شخص، بينهم عدد كبير من الطلاب، وقعوا عريضة تطالب بالافراج عن صحافيين إيرانيين، سلمت إلى القضاء الإيراني. وتطالب العريضة بأن تنظر "محكمة مستقلة" في قضية المطبوعات التي عطل القضاء صدورها وليس محكمة المطبوعات حيث سيمثل غداً مديرو الصحف المعنية. وجاء في العريضة: "مجتمعنا المدني هو أحد المجتمعات الأكثر فاعلية، وان عدداً كبيراً من مسؤولي الصحف هم أولاد الثورة وأشخاص مثقفون، وأودعوا السجن انتقاماً بسبب أفكارهم التحررية".