فاجأ وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح مجلس الأمة البرلمان امس باعلانه الاستقالة من منصبه على خلفية حادث الانفجار في مصفاة ميناء الاحمدي يوم الاحد. وعلّق وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد فوراً على ذلك بقوله ان هذه الاستقالة تتم من دون علم الحكومة وانه سيطلب من الأمير الشيخ جابر الاحمد الصباح عدم قبولها. ولم يصدر حتى مساء امس بيان من الحكومة بقبول الاستقالة او برفضها. ومن جانبهم شكّك نواب معارضون في جدية هذه الاستقالة، معتبرين ان الغرض منها امتصاص غضب المجلس والشارع الكويتي. وأعدّت مجموعات المعارضة في البرلمان بياناً دعت فيه الى قبول الاستقالة "لتكون سابقة ايجابية في الكويت بأن يتحمّل كل وزير يخطأ المسؤولية بشجاعة ويستقيل". وكان حادث الانفجار في المصفاة اودى بحياة اربعة عاملين وجرح العشرات وقدّرت الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة بمئات الملايين من الدولارات، وهو الحادث الثاني من نوعه في مصافي النفط خلال اقل من اسبوع، ما أثار ردود فعل برلمانية غاضبة كان متوقعاً ان تثور في وجه وزير النفط في جلسة امس. لكن الشيخ سعود بادر في بداية الجلسة وتلى بياناً تحدث فيه عن تفاصيل الحادث وجهود الانقاذ وحصر الخسائر. واعترف بأن "الخسائر التي لحقت بالأرواح والاموال بلغت حداً من الجسامة لا يستهان به، وهو امر يستوجب اخذ كل من يثبت عليه تقصير أو اهمال او تراخ بمنتهى الشدة والصرامة". وتابع ان "من الضروري التصدي واعادة النظر من جديد في هيكل القيادات النفطية"، وايضاً "حتمية مراجعة انظمة الامن والسلامة". وقال: "كونوا ايها الاخوة على ثقة بأنه لن تكون هناك مهادنة، كما اننا لن نقبل بمبدأ العفو أو التسامح اذ لا عفو ولا تسامح في ارواح العاملين والمواطنين، وسنكون اول المتشددين والمطالبين بتوقيع الجزاء العادل على كل أولئك الذين اهملوا في حق الضحايا". واكد الشيخ سعود انه "تمت السيطرة على الموقف" وان "محطات توليد الكهرباء مستمرة في عملها" وان "متطلبات السوق المحلية من المنتجات البترولية تتم تلبيتها من المخزون الاحتياطي" وان "مؤسسة البترول الكويتية مستمرة بالوفاء بالتزاماتها في السوق العالمية…". استقالة القيادات النفطية وأشار الى ان رئيس مجلس ادارة شركة البترول الكويتية وكبار القياديين الذين يعملون في المصافي وضعوا جميعهم استقالاتهم تحت تصرف وزير النفط، شعوراً منهم بفداحة ما حدث وجسامة النتائج التي ترتبت على الحادث الى حين الانتهاء من التحقيق في الحادث. ثم بادر الشيخ سعود واعلن انه "على رغم انني لا أتحمّل اي مسؤوليات مباشرة او جنائية إلا انني اتحمّل المسؤولية السياسية وقدّمت استقالتي الى سمو أمير البلاد صباح اليوم امس الاثنين وسمو ولي العهد". وهنا قال الشيخ صباح الاحمد: "زميلي وزير النفط قدّم استقالته من دون ان تعرف الحكومة انطلاقاً من احساسه بالمسؤولية، اتمنى واطلب من سمو الأمير ألا يقبل استقالته، وان يكمل الوزير ما كُلّف به من تحقيق" حول الحادث. ودفعت استقالة الشيخ سعود عدداً من النواب الى امتداح هذه الخطوة ووصفوها ب"الشجاعة"، ومن النواب من دافع عن الوزير وحمّل مسؤولين في المصافي المسؤولية ومنهم من قال ان الاستقالة يجب ان تُقبل لإخلاء طرف الوزير من المسؤولية. وأعدت مجموعات في المجلس - خصوصاً الاسلاميين - بياناً دعت فيه الحكومة لقبول الاستقالة، وحذّرت من اتخاذها مناورة موقتة لامتصاص الغضب الشعبي بسبب الحادث. ارتفاع الأسعار وأدى اعلان وزير النفط الكويتي استقالته أمس الى ارتفاع سعر مزيج خام القياس "برنت" في الصفقات الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن الى 30.67 دولار للبرميل تسليم آب اغسطس مرتفعاً من 30.39 دولار للبرميل الجمعة الماضي. وفي اسواق آسيا ارتفع سعر زيت الوقود نتيجة اغلاق مصفاة الاحمدي وقال احد التجار المتعاملين: "ارتفعت السوق بين 6 و7 دولارات للطن اثر اعلان النبأ وحقق سعر زيت الوقود في عقود تموز يوليو بين 178 و179 دولاراً". راجع ص11