أثبت اللوبي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة مرة اخرى قدرته على إفشال اي اجراء ضد اسرائيل داخل الكونغرس الاميركي حتى لو تعارض ذلك مع مصلحة الولاياتالمتحدة. فبعد شهور من السجال حول بيع اسرائيل رادارات للانذار المبكّر الى الصين، على رغم معارضة واشنطن، صوّتت اللجنة الفرعية للمخصصات في مجلس النواب ضد قرار حسم 250 مليون دولار من المساعدات الاميركية العسكرية لاسرائيل، وهو المبلغ الذي ستجنيه اسرائيل مقابل الصفقة مع الصين. ووجه التصويت ضد اقتراح رئيس اللجنة الفرعية النائب سوني كالاهان ضربة قوية لجهود النائب الجمهوري الذي اخذ دور الطليعة في محاولات وقف الصفقة مع الصين. وقد فاجأ اربعة نواب جمهوريين كالاهان بالتصويت ضد اقتراح، ما جعل نتيجة التصويت 9 الى 6 لمصلحة إفشال الاقتراح. وفشل ايضاً كالاهان في تمرير محاولة لتأخير تحويل مبكر للمساعدات لاسرائيل بدلاً من دفع هذه المساعدات مع بداية السنة المالية. وهذا يعطي اسرائيل مبلغ 80 مليون دولار اضافية نتيجة الفوائد المترتبة على ذلك. وكانت وزارة الخارجية وقفت الى جانب اسرائيل في موضوع ربط المساعدات العسكرية بعملية بيع الرادارات للصين على رغم انتقادات الادارة الاميركية للصفقة. وكان موضوع بيع الرادارات للصين فجّر سجالاً بين اسرائيل والولاياتالمتحدة دفع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جيسي هيلمز الى اصدار بيان طالب فيه بطرد مساعد باراك في وزارة الدفاع افرايم سنيه الذي هدد بفرض عقوبات على الولاياتالمتحدة من خلال عدم شراء بضائع اميركية في حال قامت الولاياتالمتحدة بربط صفقة الصين بالمساعدات العسكرية. وقال هيلمز ان سنيه وجّه من خلال تهديداته "اهانة الى كل الشعب الاميركي". واضاف: "بصراحة، اشعر بأن على رئيس الوزراء باراك ان يستغني عن سنيه". ويتوقع ان يترك هذا التصويت اثراً عميقاً داخل المؤسسة العسكرية الاميركية التي تعارض بيع الرادارات الحديثة الى الصين. ومن المؤكد ان القضية لم تنته بل تزداد حساسية في سنة الانتخابات الرئاسية، علماً بأن أياً من المرشحين الديموقراطي أو الجمهوري لم يعلن موقفاً واضحاً من الموضوع.