واشنطن، القدسالمحتلة، مطار بن غوريون - "الحياة"، أ ف ب - وصل الرئيس الصيني جيانغ زيمين الى تل ابيب امس، في زيارة هي الاولى لرئيس صيني الى اسرائيل. وتوجه فوراً إلى القدس حيث أقيم له استقبال رسمي. وسيركز زيمين خلال زيارته على صفقة شراء انظمة رادار "أواكس" المتقدمة والتي تعارضها واشنطن. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي أمس ان الدولة العبرية التي تريد بيع طائرات "أواكس" المجهزة بالرادار للصين، لن تقوم بأي عمل من شأنه ان ينال من المصالح الاميركية، وذلك في الوقت الذي اكدت فيه مصادر مطلعة في الكونغرس ان الهدف الاساسي من زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لواشنطن كان محاولة تجنب أزمة في العلاقات مع الولاياتالمتحدة في هذه القضية. وصرح ليفي للاذاعة الاسرائىلية "بأن اسرائيل ستبذل كل ما في وسعها للتوصل الى تفاهم مع الاميركيين حتى لا يتهيأ لهم اننا نتحرك ضد مصالحهم"، مشيراً إلى انه "يجب ان تكون الولاياتالمتحدة مقتنعة بأن مصالحها ليست مهددة وان بامكاننا ان نراعي نحن من جهتنا مصالحنا". وبرر ليفي ابرام هذه الصفقة بسيادة اسرائيل، وقال: "يجب ان تفهم الولاياتالمتحدة اننا دولة مثل الدول الاخرى تسعى الى الدفاع عن مصالحها كما تفعل هي وكذلك الصين". وحددت هيئة صناعات الطائرات الاسرائيلية التي تسيطر عليها الحكومة ثمناً قدره 250 مليون دولار لتجهيز طائرة روسية الصنع طراز "اليوشن - 76" بنظام رادار متقدم محمول جواً يمكنه رصد والمساعدة على اسقاط الطائرات المغيرة. والطائرة جاهزة الآن للتسليم للصين. وتقول اسرائيل ان بكين لمحت الى انها تريد شراء طائرتين اخرتين على الأقل سيكون بمقدورهما متابعة 60 هدفاً في وقت واحد ويمكن تشغيلهما لمدى يصل الى 400 كيلومتر. وفي واشنطن، أكد مسؤولو البيض الابيض ووزارة الخارجية الاميركية ان المحادثات بين باراك والرئيس بيل كلينتون شملت موضوع صفقة الرادارات الى الصين وان "باراك تفهم الموقف الاميركي، لكنه لم يعد بإلغاء الصفقة". وأكدت مصادر البنتاغون ان رادارات "فالكون" الشبيهة برادارات "اواكس" ستضع القوات الاميركية في خطر في حال حصول مواجهة بين الصينوالولاياتالمتحدة كتلك التي حصلت منذ 4 سنوات حين امر كلينتون الطائرات بالتوجه لحماية تايوان بعد ان نشرت الصين صواريخ موجهة الىها. وكان النائب ساني كالاهان من الاباما الذي يرأس لجنة المخصصات في مجلس النواب التي تشرف على المساعدات الخارجية هدد اسرائيل الاسبوع الماضي بوقف جزء من المساعدات الاميركية في حال اصرت على اتمام الصفقة مع الصين. وينشط مؤيدو اسرائيل في واشنطن من اجل استيعاب الازمة وبدء حملة توضيح في الكونغرس لتجنب المزيد من الانتقادات التي بدأت تتزايد في الصحف وعلى لسان المسؤولين. ويقول المدافعون عن الصفقة ان دولاً أوروبية ستحل محل اسرائيل وتزود الصين برادارات مماثلة اذا الغت اسرائيل الصفقة، وان الصين تمثل سوقاً هائلاً للاسلحة الاسرائيلية. وبالرغم من الاصرار على ضرورة الغاء الصفقة، إلا أن أحداً من القادة الاميركيين لن يجرؤ على الوقوف بوجه اللوبي الاسرائيلي في سنة الانتخابات الرئاسية والفرعية للكونغرس ومجلس الشيوخ. وسيكون هذا الموضوع على جدول أعمال مؤتمر "لجنة العلاقات العامة الاميركية - الاسرائيلية" ايباك في مؤتمرها المقبل في أيار مايو المقبل والذي من المقرر ان يشارك فيه باراك.