أكد مصدر في الكونغرس الاميركي ان مشكلة بيع اسرائيل طائرات عسكرية مزودة رادارات متطورة الى الصين ما زالت عالقة على رغم الاتصالات والمساعي الجارية لإيجاد حل. وقال ان اعضاء لجان العلاقات الخارجية والمخصصات في مجلس النواب والشيوخ يؤيدون موقف وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون المعارض لصفقة بيع الطائرات للصين. وكان البنتاغون أعلن ان حصول الصين على هذه الرادارات يشكل خطراً على قوات البحرية الاميركية الموجودة في مضيق تايوان خصوصاً ان رادارات "فالكون" التي تعتزم اسرائيل بيعها الى الصين مبنية اساساً على تقنية اميركية مستعملة في رادارات الإندار المبكر "أواكس". واضاف المصدر ان لجنة المخصصات التي تقوم بمراجعة شاملة للتعاون الاميركي - الاسرائيلي لوحت أخيراً بأنها ستقترح خصم 250 مليون دولار من المساعدات العسكرية السنوية لاسرائيل اذا لم تلغ تل ابيب الصفقة. ويساوي هذا المبلغ القيمة المادية لصفقة بيع الطائرات للصين. واعتبر ان بيع هذه الرادارات للصين يتعارض مع سياسة الولاياتالمتحدة تجاه تايوان التي تحظى بعطف وتأييد كبيرين في الكونغرس، "وعلى اسرائيل ان تدرك انها ليست الصديق الوحيد للولايات المتحدة" ملمحاً بذلك الى دعم تايوان. وكانت الادارة الاميركية حاولت اقناع اسرائيل إلغاء الصفقة منذ ان تم الاعلان عنها منذ 4 سنوات. وعادت الأزمة لتنفجر مع قرب تسليم اسرائيل أول طائرة الى الصين. وحاول الرئيس بيل كلينتون اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بإلغاء الصفقة اثناء المحادثات التي اجراها باراك الشهر الفائت في واشنطن، وأعلن الطرفان حينها ان المحادثات ما زالت مستمرة لإيجاد حل. وتعاني ادارة الرئيس كلينتون من مشكلة اقناع الكونغرس بإقرار مشروع يعطي الصين علاقات تبادل تجارية طبيعية ودائمة. ومن المقرر ان يصوت الكونغرس على هذا المشروع خلال 3 أسابيع. واعترف مسؤولون في البيت الأبيض انه لا توجد حتى الآن أصوات كافية للتصديق على المشروع. وسيحد هذا الجو المعادي للصين من قدرة أصدقاء اسرائيل في الكونغرس على الدفاع عن صفقة بيع الأسلحة الاسرائيلية للصين. وربط بعض المراقبين للعلاقات الاميركية - الاسرائيلية موضوع بيع الأسلحة للصين بكشف البنتاغون أول من امس عن سقوط صاروخ تجربة اسرائيل بالقرب من سفينة تابعة للبحرية الاميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط. وأبدت وزارة الدفاع الاميركية عتبها على اسرائيل لعدم اعطاء البحرية الاميركية تحذيراً مسبقاً.