يعقد وزراء دول "اوبك" اليوم في فيينا مؤتمراً استثنائياً لزيادة انتاج المنظمة بما يزيد على نصف مليون برميل يومياً للحدّ من الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط في الفترة الأخيرة، عندما تجاوز سعر برميل برنت 28 دولاراً. وتوقع مصدر مطلع رفيع المستوى في "اوبك" ان تراوح الزيادة فقط بين نصف مليون برميل يومياً و600 ألف برميل. ورأى وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري ان الأسعار الحالية في السوق مناسبة للمنتجين، وأن السعر المعقول يدور حول 25 دولاراً للبرميل في سلة "اوبك". لكنه قال انه لا بد من زيادة الانتاج على أن يتحدد حجمها وتوقيتها في ضوء المناقشات والدراسات التي تجريها "اوبك". ويعقد الوزراء جلسة مغلقة صباح اليوم في غياب وزير النفط العراقي عامر الرشيد الذي لم يحضر الى فيينا. ويتوقع ان ينهوا أعمالهم اليوم أيضاً. وقال مصدر رفيع المستوى في المنظمة ل"الحياة" ان مستوى الأسعار المرتفع حالياً لا يعبر عن واقع عوامل السوق، مشيراً الى أنه ليس هناك نقص في النفط. وأوضح ان سبب ارتفاع الأسعار يعود الى السوق الأميركية التي تشهد طلباً متزايداً على البنزين في الوقت الذي تفرض القوانين الأميركية على المصافي ضخ المزيد من الاستثمارات لانتاج بنزين أنظف حرصاً على البيئة. وأضاف ان هذه التطورات في السوق الأميركية حدت من رغبة أصحاب المصافي لتكوين مخزون نفط لديهم، ما أدى الى شح في البنزين في موسم كان الطلب فيه مرتفعاً بسبب الصيف والعطلات. وأكد ل"الحياة" عدد من مندوبي الشركات النفطية العالمية ان الامدادات كافية حالياً في السوق وأنه حتى لو رفعت "اوبك" الانتاج الآن، فإن النفط الاضافي لن يصل الى الولاياتالمتحدة إلا بعد 6 أو 8 أسابيع عندما ينتهي موسم السياحة، معتبراً أنه لهذا السبب فإن الزيادة ستكون قليلة. وكانت "اوبك" قررت مستوى انتاج في مؤتمرها في آذار مارس الماضي للدول العشر من دون العراق عند 24.7 مليون برميل يومياً. وهي انتجت فعلياً في نيسان ابريل 25.1 مليون برميل يومياً، فيما انتج العراق 2.8 مليون برميل يومياً، أي ان انتاج المنظمة بلغ في نيسان 27.9 مليون برميل يومياً. وفي أيار مايو، بلغ انتاج الدول العشر في "اوبك" 25.2 مليون برميل. وقالت مصادر مطلعة انه إذا تم الاتفاق على زيادة تفوق قليلا النصف مليون برميل يومياً، فإن ذلك يعني ان المنظمة تكرس وضعاً قائماً في السوق التي شهدت تجاوزاً للانتاج في الأشهر الثلاثة الماضية نيسان/ ابريل وأيار/ مايو وحزيران/ يونيو بنحو نصف مليون برميل يومياً. لكن الدول التي تجاوزت حصصها تنتج الآن بطاقتها القصوى. وحدها السعودية والكويت والامارات لديها طاقة زائدة.