في اطار التحضير للقمة الروسية - الأميركية التي تبدأ غداً السبت اجرى نائب وزيرة الخارجية الأميركية ستروب تالبوت مباحثات في موسكو امس لتحديد جدول اعمال القمة، وعلمت "الحياة" ان ملفي الشرق الأوسط وافغانستان على رأس جدول القضايا الاقليمية في اللقاء. والقمة هي الأولى بعد انتخاب فلاديمير بوتين رئيساً للدولة، والأخيرة لبيل كلينتون في العاصمة الروسية قبل مغادرته البيت الأبيض. وذكر تالبوت الذي يعد من الاصدقاء الشخصيين للرئيس الاميركي ان كلينتون حرص على ان يزور لشبونة ليسمع من الأوروبيين الذي قابلوا بوتين آراءهم. وأضاف ان واشنطن ترى ان الرئيس الروسي الجديد "براغماتي مؤمن ببراغماتيته ... ويسعى الى معالجة المشاكل الفعلية ضمن الزمن الفعلي". ولم يخف المسؤول الأميركي وجود "خلافات عميقة" بين البلدين حيال نية الولاياتالمتحدة نشر شبكة الصواريخ المضادة للصواريخ، ما تعتبره موسكو انتهاكاً للمعاهدة التي وقعت عام 1972 واعتبرت اساساً للتوازن الاستراتيجي العالمي. وكان الروس هددوا باتخاذ "اجراءات جوابية" في حال تنفيذ الاميركيين تهديداتهم، واستعانت موسكو بالأوروبيين الذين لم يبدوا ارتياحاً الى إقامة مشاريع حرب النجوم. واقترح الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف ارجاء البت في هذا الموضوع الى ان تنتهي الانتخابات الاميركية خوفاً من استخدام مشكلة الصواريخ في الصراع الانتخابي. وشدد تالبوت على ان قضايا نزع السلاح لن تكون "مهيمنة" على القمة. وقال ان الرئيسين ينويان مناقضة مواضيع تتعلق بالاقتصاد ومكافحة الارهاب والقضايا الاقليمية. وكان نائب وزير الخارجية الروسي فاسيلي سريدين قال في تصريح الى "الحياة" ان موضوع الشرق الأوسط سيكون "من المحاور المهمة" في لقاء القمة. وأشار مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى تحدثت اليه "الحياة" الى ان الجانبين ينويان "مناقشة الملف الافغاني باستفاضة في ضوء المخاطر التي تهدد آسيا الوسطى ومناطق اخرى". ومعروف ان روسيا كانت هددت بقصف أراضي افغانستان اذا لم تعمد حكومة "طالبان" الى وقف ما وصفته موسكو بالنشاطات "الارهابية" ضد اوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان وهي جمهوريات سوفياتية سابقة صارت دولاً مستقلة، ويرى قادتها انها تتعرض لخطر "الحركات المتطرفة" التي تدعمها "طالبان". واكد الكرملين ان لديه معلومات بأن شيشانيين يتدربون في قواعد عسكرية قرب مزار الشريف وان اسامة بن لادن وقع اتفاقاً لتزويدهم بالأسلحة والذخائر. ويرى مراقبون ان الرئيسين بوتين وكلينتون سيناقشان مسألة "الضغط" على كابول لحملها على وقف المساعدات لما يوصف بالحركات "الارهابية". وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "ارغونتي اي فاكتي" ان القيادة العسكرية الروسية تخطط لقصف مواقع في افغانستان في الثامن من الشهر الجاري بعد الحصول على "الضوء الأخضر" من الاميركيين في قمة موسكو. والى جانب القضايا الاقليمية والدولية يتوقع ان تبرم 5 اتفاقات اهمها الاتفاق المتعلق بتبادل معلومات أنظمة الانذار المبكر والإشعار بإطلاق صواريخ. ويصل كلينتون الى العاصمة الروسية في السابعة مساء السبت بالتوقيت المحلي ويعقد لقاء قصيراً مع نظيره الروسي، على ان تجرى في اليوم التالي مباحثات تستمر حوالى عشر ساعات. وسيلقي كلينتون صباح الاثنين خطاباً في اجتماع خاص يعقده مجلس الدوما النواب دعي الى حضوره اعضاء مجلس الفيديرالية الشيوخ. وليس واضحاً هل سيتطرق علناً الى القضايا التي وصفها ديبلوماسي روسي بأنها "مواطن الألم" بالنسبة الى موسكو وهي المشكلة الشيشانية والحريات العامة وحقوق الانسان، الا ان المراقبين يرون انه لا يمكن للرئيس الاميركي تجاهل هذه القضايا الحساسة وسيطرحها في صياغات "لا تزعج" مضيفيه.