} عقد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة اجتماعاً امس في باريس مع ممثلي الجالية اليهودية في اليوم الأخير من زيارته لفرنسا. ونقل رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية هنري هايدنبرغ عن بوتفليقه قوله خلال هذا الاجتماع ان الجزائر مستعدة للاعتراف بإسرائيل وحتى اقامة "علاقات ممتازة" معها شرط التوصل الى حل على المسارين السوري والفلسطيني بعدما انسحبت الدولة العبرية من جنوبلبنان. دخلت العلاقات بين الجزائر واسرائيل مرحلة جديدة بسماح الحكومة لصحافية من الاذاعة الرسمية بزيارة الدولة العبرية الاحد المقبل في اطار وفد اعلامي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ استقلال البلاد. وقالت مصادر مطلعة ان زيارة الوفد الاعلامي الجزائري لاسرائيل المقررة تمثل "إشارة قوية" من الحكومة الى السلطات الاسرائيلية للتعبير عن ارادتها في "التعايش السلمي مع الحكومة العبرية بعيداً عن النظرة الصراعية للعلاقات العربية مع اسرائيل". وابدى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة خلال لقائه امس ممثلين عن الجالية اليهودية في فرنسا في اقامة "علاقات ممتازة" مع اسرائيل شرط التوصل الى اتفاق مع سورية واقامة الدولة الفلسطينية. وكان لافتاً انها المرة الأولى التي يعرب فيها بوتفليقة عن الرغبة في اقامة علاقات "ممتازة" مع الدولة العبرية، بعدما كان المسؤولون السابقون يكتفون بإبداء الاستعداد للاعتراف باسرائيل في مقابل "اقامة سلام عادل وشامل" في منطقة الشرق الأوسط. ونقلت مصادر رسمية في الجزائر عن رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية هنري هايدنبرغ قوله ان اللقاء مع بوتفليقة كان "مهماً" وانه يندرج في "السياق الواسع للحوار اليهودي العربي". ولاحظت أوساط قريبة من دوائر صناعة القرار ان السماح بزيارة الوفد الاعلامي الجزائري لاسرائيل، يمثل اشارة مهمة في اتجاه الدولة العبرية بعد انسحابها من جنوبلبنان. وتوقعت ان تكثف الحكومة الجزائرية من الإشارات الايجابية في حال إبداء حكومة ايهود باراك نية أكبر في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وللمرة الأولى منذ الاستقلال سمحت الحكومة الجزائرية لصحافية من الاذاعة الوطنية بزيارة اسرائيل برفقة وفد اعلامي يضم اكثر من عشرة صحافيين بينهم مدراء أربعة صحف خاصة، وذلك تلبية لدعوة من مكتب باراك. لكن مصدراً في الوفد الجزائري أشار الى "ضغوط" على اعضائه قد تحول دون زيارتهم تل ابيب في آخر لحظة من دون ان يكشف عن مصدرها ولا طبيعتها. وأثارت دوائر صناعة القرار في الحكم الجزائري قضية تطبيع العلاقات مع اسرائيل قبل فترة. وجاءت التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع السابق اللواء خالد نزار، قبل ثلاثة أشهر، لتؤكد تغير قناعة الحكم الجزائري في مسألة تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. ومما جاء في كلام نزار ان "إقامة العلاقات مع اسرائيل ستكون خلال الفترة المقبلة" وان الموضوع "قضية وقت" لافتاً الى اهمية "تهيئة الجزائريين لتقبل مثل هذه الخطوة". وتسود المسؤولين الجزائريين قناعة مشتركة بضرورة تخلي الديبلوماسية الجزائرية عن جملة من "المبادئ الجامدة غير المتكيفة مع التطورات الحاصلة في العالم" والتمييز بين "معاداة الجزائر للصهيونية وليس اليهود".