باريس، مونتريال - "الحياة"، أ ف ب - التقى رئيس مجلس الامة الجزائري السيد بشير بومعزة في باريس الرئيس جاك شيراك ورئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، فيما أكد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ان من غير الوارد إقامة علاقة مع إسرائيل قبل الانسحاب من لبنان والجولان. وقال بوتفليقة في إطار "مؤتمر مونتريال السادس"، وهو منتدى اقتصادي خصص هذه السنة للشرق الأوسط وشمال افريقيا: "اشعر بإحباط كبير لأننا قريبون جداً من اتفاق سلام ... ولا أدري لماذا يخيف السلام إسرائيل إلى هذا الحد". وأضاف انه "سيكون من المؤسف جداً ان يدع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك الفرصة تفوت". واعتبر ان الأمل في تسوية النزاع العربي - الإسرائيلي "سيبقى ضئيلاً ما دامت تسوية دائمة ترتكز إلى العدل وحماية حقوق كل الشعوب في المنطقة، بما فيها الشعب الفلسطيني، تخضع للمساومة". وأكد أنه من غير الوارد إقامة علاقات ديبلوماسية بين الجزائر وإسرائيل، ما لم تنسحب الدولة العبرية من لبنان وهضبة الجولان السورية. وعن مصافحته باراك في تموز يوليو الماضي في الرباط خلال جنازة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، قال بوتفليقة إنه يرد التحية باستمرار. لكنه أكد أن اللقاءات بين السلطات الجزائرية ما زالت "غير منظمة وليست هناك محادثات سرية" بين الجانبين. من جهة أخرى، دعا بوتفليقة إلى رفع العقوبات المفروضة على العراق التي وصفها بأنها "غير إنسانية". وقال إن "فرض عزلة وحظر على شعب بأكمله لا يندرج في إطار السعي إلى السلام"، داعياً إلى "رفع العقوبات غير الإنسانية" الذي "سيسهل عودة السلام". ورأى ان هذا الاجراء وحده سيسمح للعراق "بالاندماج مجدداً في محيطه الاقليمي والمشاركة في إعادة الإعمار المقبلة للمنطقة"، ملاحظاً أن السعي إلى السلام سيبقى "جزئياً وغير ثابت ما لم تتم إعادة حقوق الشعب العراقي في الحياة والأمن والتنمية". وفي لقاء مع صحافيين، قال بوتفليقة إن الجزائر ستتعاون مع فرنسا في نشر الثقافة الفرنسية واستخدام اللغة الفرنسية عندما تكون فرنسا مستعدة لتشجيع اللغة العربية في مدارسها. وأكد "إذا كانت فرنسا مستعدة لفتح معاهد ومدارس لتأمين نشر اللغة العربية، فنحن مستعدون لنناقش معها تبادلاً على أساس المثاليات النبيلة التي تندرج في إطار الثقافة الكونية". وقال الرئيس الجزائري إنه لا يفكر في انضمام بلاده إلى منظمة الفرنكوفونية، موضحاً أنه يؤيد تعاوناً بين الدول الناطقة باللغة الفرنسية من دون أن يعني ذلك معركة ثقافية ضد العالم الانغلوسكسوني. في باريس، استقبل أمس الرئيس جاك شيراك رئيس مجلس الامة الجزائري الذي يقوم بزيارة رسمية لفرنسا تلبية لدعوة من مجلس الشيوخ الفرنسي الذي أقام على شرفه مأدبة غداء حضرها كبار المسؤولين في الخارجية الفرنسية. وزار بومعزة رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا كريف، وأكد له عزمه على تعزيز الحوار الجزائري مع الجالية اليهودية. كما أكد عزم الجزائر على التزام استمرارية الحوار مع اليهود من دون أن يغيّر ذلك موقفها ومبادئها ازاء السياسة في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وتحرير الأراضي العربية. وأقام مساء أمس وزير الداخلية الفرنسي جان بيار شوفنمان مأدبة عشاء على شرفه. وكان السفير الجزائري في فرنسا محمد غوالمي اقام حفلة استقبال على شرفه في السفارة حضرها عدد من المسؤولين الفرنسيين والعرب، بينهم عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير مصر علي ماهر السيد. وأعلن المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية لاحقاً ان بومعزة اعرب، خلال لقائه رئيسه هنري هاجدنبرغ، عن تأييده "تعزيز الحوار مع يهود فرنسا". واضاف المجلس ان اللقاء بين هاجدنبرغ وبومعزة "هو الاول من نوعه بين سياسي جزائري رفيع المستوى وقادة الطائفة اليهودية" في فرنسا. وقال رئيس المجلس اليهودي لوكالة "فرانس برس" في ختام اللقاء "انها خطوة تمهيدية".