وضع القادة التاريخيون لتنظيم "الجماعة الإسلامية" حداً للجدل على موقف جديد لزعيم الجماعة الدكتور عمر عبدالرحمن من قرار أصدره التنظيم قضى بوقف شامل للعمليات العسكرية داخل مصر وخارجها. وأصدر القادة السجناء أمس بياناً أعربوا فيه عن استيائهم "لتسريب بعض وسائل الإعلام مقتطفات من رسالة كانت موجهة من الشيخ الضرير لهم"، ووصفوا ما نشر عن تبديل عبدالرحمن موقفه من المبادرة بأنه "مبتسر ومشوه". وكان المحامي منتصر الزيات زار القادة السجناء أمس في السجن، وحصلت "الحياة" منه على نص البيان الذي جاء فيه: "ساءنا ما حدث من تسريب بعض وسائل الإعلام لمقتطفات مبتسرة ومشوهة من رسالة خاصة كانت مرسلة إلينا من فضيلة الشيخ عمر عبدالرحمن حفظه الله عبر وكيله القانوني الاستاذ منتصر الزيات وقد أدت الصياغات المشوهة للرسالة الى إحداث بلبلة بشأن موقف فضيلة الشيخ من مبادرة وقف العمليات القتالية في مصر والتي سبق لفضيلته تأييدها منذ ثلاثة أعوام. وقد أطلعنا اليوم على النص الكامل والصحيح للرسالة فوجدنا أن من قام بتسريب بعض مقتطفاتها خان الأمانة من وجهين الأول نشر رسالة خاصة ليست للنشر أصلاً، والثاني تشويه مضمون الرسالة ولا نعلم لمصلحة من يتم ذلك. وبتوجيه مِن مَن يسمح بذلك، وقد وجدنا الرسالة في جزئين، الأول يتحدث عن معاناة فضيلة الشيخ وصبره على ما يلاقيه من اضطهاد لاستمساكه بعقيدته واعتزازه بالإسلام، وهذا الجزء قد أذن فضيلة الشيخ بنشره رداً على تصريحات السفير سامح ضرار والذي زعم فيها أن السلطات الاميركية تحسن معاملة الشيخ في السجون الاميركية وهي تصريحات لا معنى لها ولا تمثل إلا فاعلها فقط ولا تمثل حتى رأي الحكومة المصرية ذاتها. أما الجزء الثاني من الرسالة فهو خاص بنا ولم نجد فيه ما زعمه بعضهم من سحب تأييد فضيلة الشيخ للمبادرة بل فيها عبارات صريحة يؤكد فيها فضيلته بتواضعه المعهود على ما يجتمع عليه أمرنا نحن بشأن الاستمرار في مبادئنا، ونحن إذ نؤكد تمسكنا بالمبادرة نشكر فضيلته على دعمه لنا، وثقته فينا فقد كان لهذا الدعم المبارك أثره العظيم في درء مفاسد عديدة عن الدين وأهله، وفتح باب الخير للإسلام وأهله، وقد جعل الله في دعمكم هذا احباطاً لمخططات قوى معادية للإسلام كانت تبغي الاستمرار في نزيف الدماء لتتخذ ذلك تكأة لضرب الاسلام ذاته، وتؤكد على كل المستويات القيادية للجماعة داخل وخارج مصر بالالتزام بما سبق الإجماع عليه وأيده فضيلة الشيخ تأييدا صريحاً من وقف العمليات القتالية". وأضاف البيان "إنه كان لا يليق معالجة رسالة فضيلة الشيخ لنا بصورة إعلامية، ونوصي مستقبلاً بمنع المعالجة الإعلامية لمثل هذه المسائل، وترك ما يخصنا نحن وفضيلة الشيخ لنتفاهم فيه مع فضيلته بطريقتنا". وبدأ قادة التنظيم خارج مصر اتصالات لمعالجة الأزمة التي تسبب فيها تسريب الرسالة وما فهم عن سحب تأييده لمبادرة سلمية أطلقها في تموز يوليو العام 1997 القادة التاريخيون للتنظيم الذين يقضون عقوبة السجن في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات. ولم يصدر عن مجلس شورى التنظيم وهو أعلى سلطة فيه حتى مساء أمس أي رد على بيان عبدالرحمن الذي برر فيه تراجعه عن موقفه السابق الداعم للمبادرة بأن "الحكومة لم تغير من نهجها إزاء الإسلاميين"، وأن المبادرة "لم ينتج عنها سوى الفرقة".