التزم قادة "الجماعة الاسلامية" المقيمون خارج مصر الصمت تجاه بيان اصدره اول من امس سبعة من قادة الجناح العسكري للتنظيم معتقلون في سجن العقرب في القاهرة، أكدوا فيه مجددا دعمهم مبادرة وقف العنف التي اطلقها العام الماضي القادة التاريخيون للتنظيم. ومعروف ان عدداً من قادة التنظيم المقيمين في دول اوروبية يميل الى تأييد المبادرة، في حين يتحفظ عنها آخرون يقيمون في افغانستان واماكن اخرى غير معروفة على رأسهم مسؤول مجلس شورى الجماعة رفاعي احمد طه. وحظي البيان الاخير باهتمام في اوساط الاسلاميين في مصر وخارجها. وفسر مراقبون ذلك بأن السبعة الموقعين عليه "يمثلون الجيل الذي بدأ العنف في التسعينات" وعلى رأسهم صفوت عبدالغني قائد عملية اغتيال رئيس مجلس الشعب السابق الدكتور رفعت المحجوب. واعرب محامي الدفاع عن "الجماعة الاسلامية" منتصر الزيات عن اعتقاده ان الجماعة "قطعت شوطاً كبيراً في اقناع المجتمع بحسن نيات قادتها ورغبتهم الحقيقية في ممارسة رسالتهم عبر الدعوة السلمية كما كانت الجماعة عند نشأتها في منتصف السبعينات". وقال ل "الحياة": "البيانات السلمية المتوالية من مختلف القادة وعلى رأسهم الدكتور عمر عبدالرحمن جاءت عقب مراجعات امنية بعد وقوع حادثة الاقصر شملت مراجعة لمواقف المعتقلين واطلاق أعداد منهم. ويأتي تجاوب مختلف كوادر الجماعة مع مبادرة وقف العنف وعدم شن هجمات أو تنفيذ عمليات عسكرية من الوزن الثقيل لمدة عام كامل للتأكيد على أن الخطاب الحقيقي للجماعة سلمي ودعوي ولم تخرج عنه إلا اضطراراً". وشدد على أن "التوجهات السلمية لقادة الجماعة لن تصمد طويلاً ما لم تصاحبها اجراءات ايجابية جادة من جانب السلطات". واعتبر ان "الكرة صارت في ملعب الحكومة". لكن اصولياً مصرياً مقيماً في بريطانيا رفض الموقف الجديد لقادة "الجماعة". وقال "ابو حمزة المصري" مسؤول حركة "انصار الشريعة" في لندن ل "الحياة" هاتفياً ان "الجماعة الاسلامية انحرفت عن الخط الجهادي ودخلت على الخط السياسي الانهزامي الاستسلامي". وقال: "طريقهم الجديد لن يؤدي بهم الى شيء وما بيننا وبينهم الآن هو ما بيننا وبين الاخوان المسلمين الذين صاروا بالنسبة الى قادة "الجماعة الاسلامية"، اصحاب البيانات المتوالية، نموذجاً ومثلاً اعلى". وتساءل: "هل حقق الاخوان شيئاً طوال 70 عاماً هادنوا فيها الحكومات المختلفة؟". واوضح انه لا ينتمي الى "الجماعة الاسلامية" ولا يريد ذلك. لكنه اضاف: "نحن نقول في الجماعة: إنا لله وإنا اليه راجعون". أما ياسر توفيق السري الذي يدير في لندن "المرصد الاعلامي الاسلامي" فطالب باطلاق السبعة الموقعين على البيان الاخير "ثم سماع رأيهم في المبادرات السلمية". وقال ل "الحياة": "هم الآن أسرى وبيانهم خرج الى العلن عن طريق وسطاء ونحن نريد ان نسمع رأيهم وهم أحرار".