سيول - أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن الرئيس الكوري الجنوبي كيم-داي جونغ امس في سيول فور عودته من بيونغيانغ، ان اعادة توحيد الكوريتين "أمر قابل للتحقيق". وانه ناقش مع نظيره الشمالي مسألة الصواريخ والسلاح النووي والوجود العسكري الاميركي. واوضح في كلمة القاها في المطار "اعود مع اقتناع راسخ بان اعادة التوحيد قابلة للتحقيق". واضاف ان "الكوريتين يجمعهما تاريخ طويل لشعب واحد موحد". وشكر الرئيس كيم مجدداً سكان بيونغيانغ لاستقبالهم الحار له. وتابع: ان "مسألة البرنامج النووي في كوريا الشمالية أُثيرت، وكذلك مسألة الصواريخ". واكد الرئيس الكوري الجنوبي ان قضية القوات الاميركية المنتشرة في الجنوب وقانون الامن الوطني المطبق في سيول نوقشا ايضاً. و"تم التطرق الى كل المسائل العالقة" بين البلدين واصفاً محادثاته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل بأنها كانت "مفيدة جداً". لكنه لم يحدد ردود نظيره الشمالي على هذه القضايا. وتوصل الزعيمان الكوريان الى اتفاق طموح يمكن ان يمهد لخروج الشمال من العزلة التي فرضها على نفسه واعادة بناء اقتصاده المنهار. ولقي الاتفاق اشادة كبيرة في كوريا الجنوبية وفي انحاء العالم. واعربت الصين عن "سعادتها" لنجاح القمة. وحضّت الكوريتين على التوصل الى حل وسط لاعادة الوحدة. وتجنب اتفاق الاربعاء بعناية التطرق الى المسائل العسكرية. وتبقى التكنولوجيا النووية والاسلحة الباليستية التي تملكها كوريا الشمالية، موضوع الخلاف الكبير مع الحلفاء الرئيسيين لكوريا الجنوبية، اي اليابان والولايات المتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشار باوتشر "لا يمكننا ان نرى في هذه القمة ملامح لتغيير في تهديدنا بالصواريخ" الكورية الشمالية. ويشكل القلق الاميركي من الصواريخ الكورية - الشمالية احدى الحجج الرئيسية للمدافعين عن المشروع الاميركي باقامة درع مضاد للصواريخ. واضاف الناطق الاميركي "من الجيد انهم أجروا هذه المحادثات. نحن سعداء جداً باجتماعهم ومسرورون بالاتصالات التي تجريها كوريا الشمالية في هذه الايام". واشار الناطق باسم الخارجية الاميركية الى انه "في الماضي حصلت اتصالات خاطئة" في محاولات التقارب بين الكوريتين مضيفاً "نأمل بالطبع، بأن تتوصلا الى تعزيز ما حققتاه في اليومين الاخيرين". وينص الاتفاق الذي يضم خمس نقاط على ان الكوريتين ستعملان على تحقيق الوحدة من دون اللجوء "الى تدخل خارجي" في تلميح الى مطلب كوريا الشمالية المتكرر بسحب 37 الف جندي اميركي منتشرين في الجنوب. وتشمل اولى الاجراءات الملموسة في الاتفاقات بين الزعيمين المجال الانساني لا سيما لم شمل العائلات التي فرقتها حرب 1950-1953. ويفيد خبراء ان تعهد كوريا الجنوبية بتقديم مساعدة اقتصادية الى الشمال، الذي يرد بين السطور في البيان المشترك، ساهم كثيراً في ايجاد جو المصالحة. على صعيد آخر، افاد المعهد الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم في تقريره السنوي ان هناك شكوكاً في تطوير كوريا الشمالية برنامجاً نووياً سرياً، فيما يتم تسريع تطوير نظام اطلاق الصواريخ البعيدة المدى. واوضح التقرير ان "كوريا الشمالية لم تف بالتزاماتها الواردة في اتفاق الامن الثنائي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معززة بذلك الشبهات حول برنامجها السري للتسلح النووي". وكانت بيونغيانغ اثارت دهشة العالم في 1998 حين جرّبت صاروخاً يُعتقد انه من طراز "تايبودونغ-1" وانه حلّق فوق اليابان. واوضح التقرير انه "جرت تجربة نماذج عدة من الصواريخ القادرة على حمل رؤوس متفجرة عابرة للقارات". وأثار تطوير الصواريخ البعيدة المدى في التسعينات مخاوف لدى الصينواليابانوكوريا الجنوبية وروسيا من التهديد الكوري الشمالي استناداً الى "الشبهات بأن كوريا الشمالية تطور برنامجاً سرياً لجمع مواد اساسية وامتلاك التكنولوجيا والمعرفة اللازمتين لصنع اسلحة نووية". واضاف المعهد الذي أسسه البرلمان السويدي عام 1996 انه من المرجح ان تقوم كوريا الشمالية "بإطلاق صواريخ في المستقبل في اطار برنامج المركبة الفضائية لاطلاق الاقمار الاصطناعية او غيرها من المركبات الى الفضاء".