ما قدمه الحكم الدولي العربي المصري جمال الغندور من أداء راق وعادل وحاسم في مباراة اسبانيا والنروج في نهائيات أمم اوروبا 2000 لكرة القدم يستحق من كل مشجع عربي كلمة "برافو". الغندور صاحب الخبرة الطويلة في مجال التحكيم واجه موقفاً فريداً عندما تقدم الفريقين الى أرض الملعب، أول حكم غير أوروبي لمباراة في نهائيات البطولة، والكل يعرف حجم الغرور الأوروبي في مواجهة القارة السمراء التي احتلتها الدول الأوروبية لسنوات طويلة. كان ضرورياً أن يعطي الغندور انطباعاً مبكراً عن شخصيته وأن يكسب الجميع إلى صفه بقراراته الصحيحة ومتابعته الجيدة للكرة، وهو ما نجح الغندور في تطبيقه مبكراً وكان انذاره الحاسم للاسباني اتشيبيريا في الدقيقة 16 بمثابة جرس انذار عالي الرنين لكل اللاعبين. وفي منتصف الشوط أكد الغندور مجدداً أنه حكم من طراز عالمي عندما سمح باستمرار اللعب لمصلحة الاسبان عندما تعرض اتشيبيريا لمخالفة عنيفة من المدافع النروجي بيرغدويلمو، وعند أول توقف للعب ارتفعت البطاقة الصفراء للإعلان عن انذار بيرغدويلمو. وكم كان رائعاً أن يبادر الغندور كأول حكم في النهائيات في تطبيق قاعدة معاقبة الحارس الذي يحتفظ بالكرة لأكثر من ست ثوان، وهو الأمر الذي اثبتت ساعات التوقيت صحته وانعكس ذلك إيجاباً على تقييمه في معظم وكالات الانباء والصحف الأوروبية. من المؤكد أن النجاح الكبير للغندور والإجماع الكامل على كفاءته سيعطيه الفرصة للاستمرار في المسابقة وادارة مباراة أخرى في الدور الأول أو في الأدوار التالية، وما أجمل أن يتفادى الغندور الاتهامات والانتقادات في دورة اكتظت بحملات التشكيك في قرارات الحكام لا سيما الكبار مثل الايطالي كولينا والاسكتلندي دالاس والدنماركي نيلسن. كل الامنيات الطيبة للغندور في مبارياته المقبلة.