ما أكبر الفائدة التي يجنيها لاعبو البرازيل حالياً من أمجاد روادهم الأوائل، اصبح اسم منتخب البرازيل يمثل رعباً لكل الفرق المنافسة، وهو الأمر الذي حسم مباراة البرازيل والمغرب أول من امس في نانت لمصلحة البرازيليين مبكراً جداً. أسود الاطلس أو نجوم المغرب بدأوا اللقاء بتراجع وانكماش وحذر وخوف لم يسبق لها مثيل، ووجد البرازيليون الفرصة سانحة للهجوم والضغط والحصار من الدقائق الأولى، وفتح الظهير البرازيلي الرائع كافو اكثر من ثغرة في الجبهة اليسرى لدفاع المغرب، وزاد الطين بلة احراز رونالدو لهدف مبكر في الدقيقة التاسعة، وهو هدف يعكس حال الذعر التي مر بها لاعبو المغرب الى الدرجة التي افقدتهم التركيز والتنظيم، وتركوا رونالدو أغلى وأخطر لاعب في العالم بلا أي رقابة او ضغط في مكان مهم خارج منطقة الجزاء واكتمل الخطأ بانعدام التغطية والعمق الدفاعي. ومع ازدياد التفوق البرازيلي ميدانياً تكررت الاخطاء الدفاعية المغربية وتدخل الحارس ادريس بن ذكري ليقوم بواجبات الظهير الحر بقدمه ورأسه، وتفاقمت الأمور مع عصبية غريبة من لاعبي المغرب باعتراضاتهم الدائمة على قرارات الحكم الروسي ليفنيكوف، ولم يكن الحكم حاسماً في مواجهتها فازدادت تدريجياً. بعد مرور 30 دقيقة أدرك لاعبو المغرب أن منافسهم ليس اسطورة وأن الفوارق المهارية لا تستحق كل هذا الخوف، وبدأوا في تنظيم هجماتهم بانطلاقات محددة من يوسف شيبو ومصطفى حاجي في وسط الملعب، ولكنها لم تكتمل دائماً لتراجع رأسي الحربة بصير صلاح الدين وعبدالجليل حدا الى الخلف لأداء دورهما الدفاعي على حساب الواجب الهجومي الأساسي. ومع أول هجمة سريعة مكتملة للمغرب اقترب شيبو من المرمى وتعرض لمخالفة عنيفة استوجبت انذاراً للبرازيل، واشتعلت ازمة عنيفة في الملعب بين المخضرمين دونغا وبيبيتو بسبب تقصير الأخير، وكشف الازمة عن حجم الاهتمام من جانب المنتخب البرازيلي لمنافسه المغربي، ولكن أسود الاطلس لم يستفيدوا من الضربة الحرة ولا من تفوقهم الملموس في ألعاب الهواء داخل منطقة جزاء البرازيل، وظلوا دائماً على نقصهم العددي في الهجوم وعلى أخطائهم الدفاعية السخيفة، ورغم نجاح عبدالكريم الحضريوي في انقاذ مرماه من هدف مؤكد بإخراج الكرة التي اصطدمت بزميله عبدالجليل حدة من على خط المرمى، تعرض منتخب المغرب لهدف ثان أشبه بالطعنة في الوقت المحتسب بدل الضائع، وخلاله تلقى كافو الكرة خارج منطقة جزاء المغرب خالياً تماماً من الرقابة، وهو خطأ عجيب خاصة أن خطورة كافو في تلك الجبهة ظهرت من بداية اللقاء وكانت تستوجب تدخلاً حاسماً من المدرب الفرنسي هنري ميشيل لسد الثغرات، ومن الكرة العرضية التي مررها كافو سدد ريفالدو بارتياح كامل الكرة من 8 ياردات فقط لتصطدم بيدي بن ذكري، اليائس، وتدخل المرمى، وكان يمكن لبن ذكري ابعاد الكرة بسهولة الى داخل الملعب، وتساءل الخبراء عن سر الانفتاح العجيب في دفاع المغرب. وقبل أن يلتقط المغاربة أنفاسهم في الشوط الثاني عاجلهم البرازيليون بهدف ثالث يحمل مزيداً من الاخطاء الساذجة، بدأت باهداء الكرة من عبدالإله صابر الى رونالدو الخطير غير المراقب على الاطلاق، واندفع رونالدو بحرية حتى دخل المنطقة واقترب من المرمى دون ممانعة، ومرر الكرة لبيبيتو المتابع والشبكة خالية. الهدف قضى على طموحات المغرب في تحقيق نتيجة جيدة، وازدادت عصبية لاعبيه وتعددت الانذارات، ولاحت لمنتخب البرازيل أكثر من فرصة في ظل تفكك دفاعي غير مسبوق في المنتخب المغربي، وعجز اسود الاطلس عن الدخول مجدداً في اجواء المباراة بسبب اخطاء التمرير البشعة من كل اللاعبين، وتأثر الفريق سلباً بالهبوط الحاد في مستوى النجمين الكبيرين مصطفى حجي وبصير. وعلى الجانب الآخر التزم البرازيليون دائماً بتوازنهم الدفاعي ولم يندفعوا للمغامرة رغم تفوقهم 3/صفر، مما كفل لهم الحفاظ على نظافة شباكهم وعدم تعرض حارسهم تافاريل لأي خطورة حتى النهاية. برز من المنتخب البرازيلي كافو الظهير الأيمن وجونيور بايانو قلب الدفاع ودونغا ورونالدو ولم يقدم أحد من المغرب المردود الذي توقعه الجميع. اسكتلندا والنروج التعادل 1/1 نتيجة عادلة للمباراة رغم التفوق الاسكتلندي الملحوظ في الشوط الثاني، ولكن نسبة وصول المنتخبين الى المرمى كانت متساوية. أغلب أحداث الشوط الأول تمت في الهواء بدلاً من الأرض، ولجأ الجانبان باستمرار الى ارسال الكرات العالية داخل منطقة الجزاء للاستفادة من اجادة ضربات الرأس، ولم يكتشف الطرفان أن تفوقهما في العاب الهواء يكون على حساب الفرق الأخرى وأن كليهما ند تماماً للآخر في هذا الأمر. عدم دقة التمريرات ووجود الكرة في الهواء أدى الى خروج الكرة من الملعب بشكل زائد في الشوط الاول، ولم يكن للطرفين جوانب ايجابية اللهم إلا فرصة للنروجي ريكدال وفرصة أكبر لاسكتلندا أخرجها المدافع من على الخط. تحسن الاداء تماماً من الجانبين في الشوط الثاني خاصة بعدما احرز جوستين فلو هدفاً مبكراً للنروج، وقدم المنتخب النروجي اداءً جيداً لمدة عشر دقائق بعد الهدف وانتشر لاعبوه في الملعب بجماعية واستحوذوا على الكرة، ولكن خشونة المنتخب الاسكتلندي للحد من تفوق النروجيين استدرجت منافسيهم الى العنف أيضاً - وفقد الفائز ايقاعه - واستغل منتخب اسكتلندا الموقف خاصة بعد سلسلة التغييرات الايجابية من كريغ براون مدرب اسكتلندا والخاطئة من اوليغ اولسن مدرب النروج. أشرك براون جناح الوسط الايمن ماكنمارا فأعطى حيوية هائلة مع بيرلي. وأخرج أولسن لاعبه النشيط جوستين فلو صاحب الهدف واشرك البطئ جاكسون وتحول اللعب تماماً لمصلحة المنتخب الاسكتلندي واستغل بيرلي خطأ مشتركاً من دفاع وحارس النروج لاحراز التعادل، ولم يكن لدى النروجيين أي عمق دفاعي في الهدف ولم يحسن غروداس الخروج من مرماه في التوقيت المناسب، وبعد الهدف عادت الكرة الى الأرض من جانب الاسكتلنديين وفتحوا اللعب بامتياز على جانبي الملعب لتوسيع دائرة الهجوم، واصلح غروداس غلطته بانقاذ هدف ثان، وازدادت السيطرة الاسكتلندية مع فقدان النروجيين للكرة بسرعة، وبدا واضحاً أن اسكتلندا قريبة من الفوز إلا أن صافرة النهاية كانت اسرع. الحكمان في الميزان عاب الحكمان لازلو فاغنر الهنغاري ونيكولاي ليفنيكوف الروسي عدم مواجهة الاعتراضات الشديدة والمتكررة من لاعبي اسكتلندا ثم من لاعبي المغرب بالحزم الواجب، ولم يكن تقدير فاغنر جيداً في الانذار وترك النروجي هينينغ بيرغ بلا انذار أثر خطأ فادح في البداية وكان يستحق انذاراً على الاقل، ولأنه انذر ديوري الاسكتلندي قبل تلك اللعبة مباشرة اعطى هذا الموقف انطباعاً للاسكتلنديين انهم مظلومون. وزادت اعتراضاتهم وخشونتهم، ولكن فاغنر سيطر على المباراة بامتياز في الشوط الثاني وجاءت انذاراته كثيرة وفي محلها. وفي لقاء البرازيل والمغرب تغاضى ليفنيكوف عن انذار شيبو في الدقائق الاولى اثر خطأ عنيف مع رونالدو، ولكنه عوض ذلك باحتساب اخطاء بلا حدود لمصلحة البرازيل مما اثار لاعبي المغرب ودفعهم لمزيد من الانتقام لانفسهم في ظل عدم عدالة الحكم. والحكمان ليسا من الصف الأول بين حكام كأس العالم