دبي، نيويورك - رويترز - قال الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، عشية جولة سيقوم بها على سبع دول شرق اوسطية لمناقشة الجهود الرامية إلى ضمان السلام في المنطقة بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان، ان الجهود التي تبذل مع السلطات اللبنانية للتحقق من الانسحاب الكامل تسير بخطى بطيئة. وأبلغ أنان القناة التلفزيونية الفضائية القطرية "الجزيرة" أول من أمس: "انجزنا اعمال التحقق مع الاسرائيليين. ونعمل الآن على الجانب اللبناني ويؤسفني ان اقول إن هذا العمل يسير ببطء الى حد ما. سأتحدث الى الرئيس اللبناني اميل لحود في هذا الشأن، وأرجو ان يعملوا معنا للتحرك في اسرع ما يمكن حتى يمكنني الشهادة بأن اسرائيل انسحبت من الارض اللبنانية في اذعان تام لقرار مجلس الامن الرقم 425". وأوضح ان الارض اللبنانية تعرف على انها تشمل "البر والبحر والمجال الجوي". وتسعى الأممالمتحدة الى التحقق من انسحاب اسرائيل التام من الارض اللبنانية بعدما غادرت في 24 أيار مايو الماضي، "منطقة امنية" تمتد بعمق 15 كيلومتراً، منهية احتلالاً دام 22 عاماً لجنوبلبنان، بما يسمح لقوات الطوارئ الدولية التابعة للمنظمة الدولية يونيفيل بالانتشار على امتداد الحدود. وقال أنان "إني اوضحت للبلدين خط الحدود... وما نفعله الآن هو التنفيذ"، علماً أن لبنان شكا من ان خط الحدود الذي عينته الاممالمتحدة لا يتفق والحدود الدولية للعام 1923 التي يجب ان يقوم على اساسها وانه يعطي اسرائيل ارضاً لبنانية، في حين تقول الاممالمتحدة انها اتبعت الحدود الدولية التي اتفق عليها عام 1923 حين قسمت فرنسا وبريطانيا الأراضي التي انتدبتا عليها من الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى. وإذ قال مبعوث الاممالمتحدة تيري رود لارسن في ختام مهمة للمنطقة في وقت سابق من هذا الشهر، ان خط الحدود الذي رسمه خبراء الاممالمتحدة غير قابل للتفاوض، دعا أنان، في حديثه التلفزيوني "كل الاطراف الى العمل بجد معي لأننا كلما اسرعنا في التحقق والتثبت، كان ذلك افضل لجميع المعنيين". أما جولة أنان الشرق الأوسطية التي يستمر العمل على وضع تفاصيلها فستشمل الرياضوطهران وبيروت وعمان والقدس المحتلة ودمشق والقاهرة. وليس من المتوقع صدور بيان بها قبل ان تتحقق الاممالمتحدة من ان اسرائيل انسحبت تماماً وراء خط حددته الاممالمتحدة يتفق والحدود الدولية. وقال متحدث باسم الاممالمتحدة ان عملية التحقق التي يقوم بها خبراء الخرائط وغيرهم من خبراء الاممالمتحدة مستمرة على الجانب اللبناني من الحدود لكنها تسير ببطء لانهم يضطرون إلى الانتقال عبر مناطق تنتشر فيها الالغام بكثرة وتنقصها في غالب الاحيان الطرق. وكان أنان بعث برسائل الى اسرائيل ولبنان، اواخر الاسبوع الماضي، تقول "على رغم ان الثلثين الشماليين لقرية الغجر يقعان في ارض لبنانية، لا ينبغي للامم المتحدة او للبنان ان تنشر في الوقت الراهن افراداً عسكريين او امنيين او مدنيين في القرية. فقوات يونيفيل يجب ان تنتشر شمالها". إلى ذلك، نقل التلفزيون الايراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حامد رضا آصفي ان أنان سيزور ايران، السبت المقبل، لمناقشة التطورات في جنوبلبنان بعد انسحاب القوات الاسرائيلية منه. وقال، في بث التقطته هيئة الاذاعة البريطانية، ان آصفي ابلغ الصحافيين في طهران ان أنان "حريص على مناقشة المسألة مع المسؤولين الايرانيين". واضاف التلفزيون أن "آصفي أعرب عن استعداد ايران لمساعدة الأممالمتحدة على اعادة السلام والهدوء إلى جنوبلبنان".