قال مصدر رسمي لبناني ان فريق العمل اللبناني يتوخى من خلال التعاون مع فريق العمل الدولي الدقة في التثبت من الحدود. ولن يعلن انتهاء مهمته ما دام هناك شبر من الأرض لا تزال تحتله اسرائيل. وأكد المصدر ل"الحياة" ان "لبنان لن يخضع للعبة عامل الوقت على نحو يطلب منه التسرع في انجاز مهمته الرامية الى التثبت من انسحاب اسرائيل حتى الحدود المعترف بها دولياً، بدلاً من التروي بهدف استعادة كل حقوقه في شكل يضع حداً للخروقات الاسرائيلية". وتساءل عن الهدف من ضرب مواعيد للتحقق من الانسحاب الاسرائيلي، وقال: "إن الفريقين اللبناني والدولي يعملان "من الفجر الى النجر" بغية استرجاع اراضٍ لبنانية قضمتها اسرائيل على مراحل، ليس فقط من تاريخ احتلالها قسماً من الجنوب والبقاع الغربي فحسب، انما ايضاً منذ العام 1967، وربما مما قبل، ما يدعونا الى العمل بروية خصوصاً ان التثبت من الحدود شيء والتطبيق شيء اخر". وعزا اصرار فريق العمل اللبناني على التحرك ميدانياً الى جانب الفريق الدولي. وبخطوات وئيدة الى ثلاثة اسباب هي: حجم الخروقات الاسرائيلية، وكثرة حقول الألغام التي زرعتها اسرائيل وصعوبة الوصول الى عدد من النقاط الحدودية الا مشياً خلافاً لما يحصل على الحدود من جانب اسرائيل لأن الوصول اليها لا يعتريه أي مشكلة لوجستية، نظراً الى أنها شقت الطرق على طول الحدود. ولفت الى أن "الفريق اللبناني يعمل بوحي من تعليمات رئيس الجمهورية اميل لحود الذي شدد أمام الضباط أعضاء الفريق على ضرورة استرجاع كل شبر من الأراضي وعدم التساهل حيال اي قضم اسرائيلي للأراضي اللبنانية، والا نكون ارتكبنا جريمة في حق وطننا". وكشف المصدر "ان فريقي العمل اللبناني والدولي وضعا علامات تتعلق بوجود 142 مخالفة، اضطرت اسرائيل الى تصحيح عدد منها، ونحن ننتظر الآن تصويب ما تبقى منها". وقال "إن الجانب اللبناني تنبه الى عدد من الخروقات وتولى لفت الفريق الدولي اليها، فعاد واقتنع بها وطلب من اسرائيل وجوب الأخذ بها والاسراع في تصحيحها منعاً لاستمرار الخروقات". وشدد على "أن المذكرة الرئاسية التي بعث بها الرئيس لحود الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اسهمت الى حد كبير في القاء الضوء على خروقات عدة، خصوصاً ان الوجود الاسرائيلي على الأرض يتجاوز احياناً خط الانسحاب الذي رسمه الموفد الخاص للأمم المتحدة تيري رود لارسن على رغم ان الخط المذكور لا يتطابق، في نقاط معينة، مع الحدود المعترف بها دولياً". ولاحظ أن خط لارسن او ما يسمى بخط الانسحاب "لا يراعي خط الحدود الدولية فحسب وانما ايضاً يصطدم بخروقات اسرائيلية تجاوزته الى داخل الأراضي اللبنانية". وأكد المصدر ان الفريقين اللبناني والدولي سيتابعان عملهما صباح اليوم انطلاقاً من بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون بعدما كانا انتهيا عصر أول من أمس من تثبيت الحدود عند بلدة بليدا في القضاء نفسه، ومن قبلها في بلدة عيترون حيث اضطر الفريقان الى قطع مسافة أربعة كيلومترات للوصول الى الشريط الشائك عند الحدود، بعدما تولى خبراء في سلاح الهندسة نزع الألغام التي زرعتها اسرائيل. ولم يحدد المصدر الموعد النهائي لانجاز مهمة التثبت من الانسحاب، مؤكداً ان عمل الفريقين توقف أمس لاضطرار عدد من أعضاء الفريق اللبناني الى الذهاب الى دمشق، في عداد وفد قيادة الجيش برئاسة العماد ميشال سليمان، للتعزية بوفاة الرئيس السوري حافظ الأسد.