احتدمت المنافسة امس بين "فرانس تيليكوم" و"تيليكوم ايطاليا" للفوز بثلث اسهم "شركة اتصالات المغرب" ماروك تيليكوم المرشحة للتخصيص في ايلول سبتمبر المقبل. وأعلن وزير الاتصالات الايطالي سلفاتوري كاردينالي امس ان روما ستبذل كل جهدها لتمكين "تيليكوم ايطاليا" من الفوز بصفقة "ماروك تيليكوم" والدخول الى سوق الاتصالات المغربية. وقال كاردينالي في ندوة صحافية عقدها في الرباط انه "إذا فازت تيليكوم ايطاليا، فإن ذلك سيعزز كثيراً العلاقات المغربية - الايطالية ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والتقني. واتمنى ان تقدم تيليكوم ايطاليا أفضل الاسعار وأحسن الشروط للفوز بالصفقة التي تعول عليها الحكومة في روما وتعتبرها اساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين". وكشف الوزير الايطالي الذي اجتمع في اليومين الأخيرين مع عدد من المسؤولين في الحكومة وفي شركة "اتصالات المغرب" ان "تيليكوم ايطاليا" تعتزم انشاء شبكة للاتصالات الدولية تعتمد الألياف البصرية يكون مقرها باليرمو وتربط دول حوض المتوسط مع أوروبا والولايات المتحدة واميركا اللاتينية، ويطلق على المشروع اسم "نوتيلوس" Nautilus. وقال ان من أهداف المشروع الذي سيتم اقراره نهاية الشهر الجاري في مؤتمر دولي في باليرمو، تطوير الاتصالات في مجالات الخدمات الطبية والبحث العلمي والتعليم، اضافة الى توسيع خدمات الانترنت والتجارة الالكترونية. واعتبر ان دخول الشركة الايطالية في رأس مال الشركة المغربية ضروري لانجاح المشروع الذي سينطلق من البحر الابيض المتوسط. وأضاف كاردينالي "ان تطور قطاع الاتصالات في المغرب يسير بوتيرة سريعة جداً"، معتبراً ان سعر بيع الرخصة الثانية للهاتف النقال في المغرب كان ضعف سعرها في ايطاليا 1.1 بليون دولار على رغم ان ايطاليا تضم عدداً أكبر من السكان ودخل المواطن فيها أعلى. وكانت شركة "تلفونكا" الاسبانية فازت بصفقة الرخصة الثانية العام الماضي وحلت "فرانس تيليكوم" في المرتبة الثانية بعدما اقتصر عرضها على 900 مليون دولار مقابل 1.1 بليون دولار لمنافستها الاسبانية. وتخشى الشركة الفرنسية ان تلاقي المصير نفسه في صفقة "ماروك تيليكوم" على رغم نفوذها الكبير في المغرب. وكانت "فرانس تيليكوم" وسعت الأسابيع الأخيرة استثماراتها في المغرب في مجال الاتصالات الرقمية، كما فتحت بوابة في الانترنت خاصة بالمغرب عبر فرعها "وانادو". وتتنافس "تيليكوم ايطاليا" مع خمس شركات اخرى للسيطرة على حصة في "شركة الاتصالات المغربية" بينها "فرانس تيليكوم" و"فيفاندي" الفرنسيتين و"سي.بي.اس" الاميركية. وتقدر قيمة اسهم الشركة المغربية التي تم تأجيل تخصيصها من حزيران يونيو الى ايلول سبتمبر بنحو تسعة بلايين دولار تقديرات دار الوساطة العالمية "ميريل لينش" فيما تقدر قيمة الاسهم المقترحة بثلاثة بلايين دولار. وكانت الشركة أعلنت الاسبوع الماضي ارتفاع عدد المشتركين فيها الى مليوني مشترك بينهم 800 ألف في الهاتف النقال "جي.سي.ام". ويعتقد المراقبون ان تأجيل تخصيص "ماروك تيليكوم" جاء بطلب من شركات دولية منها "تيليكوم ايطاليا" وشركات اميركية لاستكمال دراسة السوق المغربية وتقديم حجم الاستثمارات المقدرة في قطاع الاتصالات المحلية سبعة بلايين دولار