اعلنت مجموعة "فيفاندي" الفرنسية افتتاح مكتب لها في الدار البيضاء مطلع السنة الجديدة لتغطية نشاطها في المغرب وبقية دول غرب شمالي افريقيا بعد تملكها الاسبوع الماضي حصة 35 في المئة من رأس مال "شركة اتصالات المغرب" بكلفة 23 بليون درهم 2.2 بليون دولار. وقالت "فيفاندي"، التي تنوي استثمار خمسة بلايين دولار في المغرب على مدى السنوات المقبلة، انها ستطور في المغرب صناعة برمجيات اجهزة الكومبيوتر واجهزة الهواتف النقالة والاقراص المدمجة للمؤلفات الموسيقية والسينمائية باعتماد تقنية "ام. بي 3" و"دي. في. دي". وأضافت انها ستوجه جزءاً من انتاجها الفني والتقني الى منطقة الشرق الاوسط والخليج حيث ستعتمد اللغة العربية ضمن مجالات أنشطتها الانتاجية والثقافية. ولم تستبعد مجموعة "فيفاندي"، التي تفوقت على "فرانس تيليكوم" في المنافسة على سوق المغرب في مجال الاتصالات، شراء حصص من رأس مال القناة التلفزيونية الثانية دوزيم في الدار البيضاء اذا وافقت الحكومة المغربية على عروضها. وقالت الشركة ان خطتها على المدى المتوسط تشمل تملك قنوات عربية ودمجها في قنواتها الفرنسية لاضفاء تعددية الثقافات والوصول الى جمهور واسع من المشاهدين في شمال افريقيا والشرق الاوسط. وتقوم خطة الشركة على منافسة مجموعة "تايم وارنر" الاميركية بدمج خدمات الانترنت مع برامج التلفزيون وتتوقع مضاعفة حجم نشاطها في هذا المجال الى نحو 80 بليون فرنك فرنسي 11.36 بليون دولار خلال السنوات الاربع المقبلة ونقل عن وزير تقنيات الاتصالات المغربي ناصر حجي قوله ان الحكومة لا تعارض من حيث المبدأ انتقال قناة "دوزيم" الى القطاع الخاص كما كانت في السابق غداة تأسيسها عام 1989 من قبل مجموعة "اونا" المغربية. واضاف الوزير في تصريحات صحافية ان الفكرة تنسجم مع خطة المغرب فتح مجال الاستثمار في القطاع السمعي البصري ودعوة المستثمرين الى تأسيس قنوات خاصة في المغرب مع احتفاظ الدولة بالقناة الاولى. وكانت الحكومة المغربية قالت في وقت سابق انها ستبيع نحو 22 في المئة من حصتها البالغة 70 في المئة في قناة "دوزيم" الى جهات استثمارية دولية لها خطة اعلامية متكاملة. ولا يستبعد وزير الثقافة والاتصال محمد الاشعري، الذي رأس الاسبوع الماضي مجلس ادارة القناة، تحرير قطاع تقنيات الاتصال بالكامل خلال السنتين المقبلتين وتغيير القوانين التي كانت تمنح هذا الامتياز لسلطة الدولة وحدها والسماح لمستثمرين من القطاع الخاص بدخول التجربة بما يسمح بايصال صوت وصورة المغرب خارجياً وبطريقة تنافسية ومهنية. وتتنافس على شراء حصص "دوزيم" كذلك مجموعة "دلة البركة" السعودية التي تملك "راديو وتلفزيون العرب" التي تبث من روما في ايطاليا وتلتقط في الدول العربية كافة. وكانت المجموعة السعودية التي يملكها رجل الاعمال صالح كامل قدمت الطلب بشكل غير رسمي الى المغرب خلال توقيعها على مشروع انشاء قرية سياحية في مدينة اغادير تقدر كلفتها الاجمالية بنحو 500 مليون دولار. يذكر ان "فيفاندي" الي تأسست في مطلع القرن العشرين تتنافس مع شركات اميركية مثل "ميشيغان انرجي سيرفيس" على صفقة توفير خدمات الماء والكهرباء في مدينتي طنجة وتطوان على البحر الابيض المتوسط في مشروع تصل قيمته الى نحو بليون دولار. وقالت الشركة ان دخولها سوق المغرب سيعزز فرص استثمارها في قطاعات عدة وهي لا تمانع المشاركة مع مجموعات دولية عربية واميركية.