بدأت في روسيا الاحتفالات في مناسبة مرور عشر سنوات على تنصيب ألكسي الثاني بطريرك موسكو وسائر روسيا الذي اصبح أحد أركان النظام اثر انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط حكم الحزب الشيوعي. ويتوقع اشتراك الرئيس فلاديمير بوتين ومعظم اعضاء الحكومة وابرز وجوه النخبة الروسية في الاحتفالات. وفي عهد ألكسي الثاني تحولت الكنيسة الارثوذوكسية الى قوة سياسية كبيرة يضاهي نفوذها الآن نفوذها في روسيا القيصرية. وقبل سنتين قال الرئيس السابق بوريس يلتسن للبطريرك: "اذا كنت انا القائد الاعلى للقوات المسلحة فغبطتك القائد الاعلى للقوات الروحية والدينية". واظهر استفتاء جرى العام الماضي ان 51 في المئة من سكان روسيا يعتبرون انفهسم متدينين وينضمون الى الكنيسة الارثوذوكسية. وألكسي الثاني 71 سنة متحدر من عائلة المانية وفدت الى روسيا في القرن الثامن عشر واعتنقت الارثوذوكسية وامضى طفولته وشبابه في استونيا التي استقلت عن موسكو في سنة تنصيبه بطريركاً ويعتبر من ابرز اصحاب التيار المحافظ داخل الكنيسة الروسية. يؤيد الجناح الرافض ل"البدع" واستبدال اللغة السلافية القديمة التي يفهمها المؤمنون الروس بصعوبة بالروسية الحديثة في الصلوات والطقوس. كما يتحفظ رئيس الكنيسة عن مطالب "اشاعة الديموقراطية" داخل المؤسسة الدينية لذا تجنب عقد "المجمع الكنسي العام" خلال ولايته، وتأخذ عليه الفئات الليبرالية الموالية للغرب تشدده في مسألة تقارب الكنائس المسيحية ورفضه لقاء البابا يوحنا بولس الثاني. واظهر ألكسي الثاني عناداً كبيراً في رفض استضافة البابا بحجة الحملات المعادية للارثوذوكس في اوكرانيا، وتوسع الكاثوليك في نشاطهم التبشيري في روسيا، وهدد البطريرك الاسبوع الماضي الرئيس بوتين بتنظيم احتجاجات جماهيرية في روسيا اذا دعا البابا لزيارة موسكو. ولا يبدي ألكسي الثاني انفتاحاً واضحاً على اليهود على رغم وجود تيار ليبرالي داخل الكنيسة يدعو الى التقارب مع الديانة اليهودية باعتبارها "الشقيقة الكبرى" للمسيحية وهو تيار تأثر باتجاهات مماثلة قوية في اوساط مسيحيي الغرب. وواجه ألكسي الثاني بحزم محاولات البطريركية المسكونية في اسطنبول و"الكنيسة الروسية في الخارج" الولاياتالمتحدة السيطرة على بعض الأبرشيات في روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة. وفي عهده أُعيد فتح آلاف الكنائس وبناء اخرى جديدة، وأُعيد بناء "هيكل يسوع المخلّص" الضخم في موسكو وأُقيمت عشرات من كليات اللاهوت وآلاف "مدارس يوم الاحد"، والمؤسسات الخيرية الدينية. ونجحت الكنيسة الروسية في الاحتفاظ بسيطرتها على معظم الأبرشيات في حدود الاتحاد السوفياتي السابق على رغم تفكّكه.