في اول مؤتمر للحزب السوري القومي الاجتماعي، بعد اعادة توحيده، انتخب اول من امس 17 عضواً يتألف منهم المجلس الاعلى. وتميزت الانتخابات التي اجريت على دورتين بمنافسة حامية، وغابت عن المعركة المبارزة التقليدية بين جناحي المجلس الاعلى والطوارئ اللذين كان يتشكل منهما الحزب قبل توحيده من خلال الاتفاق على قيادة انتقالية انتهت ولايتها فور اعلان النتائج. عقد المؤتمر صباح اول من امس في فندق غراند اوتيل في بيروت. واستمر في جلسة ماراتونية حتى الساعات الاولى من فجر امس وشارك فيه 211 اميناً من اصل 266 تتألف منهم الهيئة الناخبة، وحضر امناء الحزب في المهجر الولاياتالمتحدة الاميركية وكندا واستراليا وافريقيا والخليج العربي واميركا اللاتينية اضافة الى امنائه في الوطن، اي في الشام والاردن. وتردد ان الوضع الصحي حال دون حضور عدد آخر، اذ ان اثنين ادخلا المستشفى قبل ايام. وسبقت انعقاد المؤتمر محاولات للتوفيق بغية دخول الجلسة الانتخابية بلائحة ائتلافية، لكن المساعي لم تسفر عن نتائج ايجابية، ما ادى الى خوض الانتخابات بين لائحتين مكتملتين اضافة الى عدد من المرشحين المنفردين. واطلق على اللائحة الاولى اسم "الوحدة والتجديد" وضمت ابرز رموز القيادة الذين كانوا ينتمون قبل توحيد الحزب الى المجلس الاعلى والطوارئ، ومن ابرزهم علي قانصو واسعد حردان ومحمود عبدالخالق وجبران عريجي وعبدالله حيدر وغسان الاشقر ومروان فارس، في مقابل لائحة ثانية ضمت مجموعة من المعارضين وفي مقدمهم حسن عزالدين واليسار سعادة ابنة مؤسس الحزب انطون سعادة وانطون خليل ويوسف كفروني وغالب نورالدين. واللافت ان المعارضين للائحة الاولى ينتمون الى تيارات عدة عزالدين، خليل، وتيار هنري حاماتي الذي مثله سعادة وكفروني وهو يدعو الى العودة بالحزب الى اصوله عقيدة وممارسة، وتيار خليل دياب الذي ادخل المستشفى قبل ساعات من انعقاد المؤتمر ومثله غالب نورالدين، اضافة الى تيار باصيل دحدوح وهو عضو في مجلس الشعب السوري. وفاز في الدورة الاولى اسعد حردان ومحمود عبدالخالق من لائحة "الوحدة والتجديد"، وحسن عزالدين واليسار سعادة ويوسف كفروني عن الثانية، باعتبار ان الفائز يجب ان يحصل على نصف عدد الحضور زائد واحداً. وفي الدورة الثانية، فاز عن اللائحة الاولى عبدالله حيدر وعلي قانصو ويحيى جابر وغسان الاشقر ومروان فارس وجبران عريجي وناظم ايوب وقاسم صالح ونصري صايغ وانطوان اسبر وحنا الناشف وعن الثانية غالب نورالدين. وشهدت الدورة الاولى منافسة، على خلاف الدورة الثانية، اذ تراجعت في شكل ملحوظ، وكادت تغيب كلياً عندما انتخب المؤتمر خمسة ردفاء هم: انطون الديري وبهيج ابو غانم وفايز شهرستان من الوطن - الشام ومحمد معتوق ورضوان رزق. وأظهرت المنافسة ان جميع المرشحين الى منصب رئيس الحزب اخفقوا في الفوز في الدورة الاولى، ما يعني ان المقترعين حرصوا على ممارسة التشطيب. وتبين من نتائج الفرز في الدورة الثانية ان اللائحة المعارضة لم تحصل على نسبة عالية من الاصوات، ما يفسر ان لعبة خلط الاوراق كانت السائدة، خصوصاً ان المعارضة حصرت انتقاداتها وملاحظاتها باداء القيادة الانتقالية، ولم تتجاوزها الى الموقف السياسي العام. ثم ان الانقسام الحاد الذي دفع، في الماضي، الى انشقاق الحزب لم يترك اي اثر من خلال الانتخابات، اذ ان المقترعين تجنبوا الخوض في لعبة الفرز، اضافة الى ان الفائزين على اللائحة الاولى لا يشكلون تكتلاً سياسياً في وجه المعارضة. لذلك يمكن القول ان التعدد كان ظاهراً للعيان ضمن مرشحي اللائحة الواحدة بصرف النظر أكانت "معارضة أم موالية"، اذ ان التصنيف بقي محصوراً في الترشح، لا في الولاء السياسي للحزب. وفي تقويم اولي للانتخابات، قال قيادي في الحزب ل"الحياة" ان المؤتمر نجح في تحضير الاجواء لانتخاب قيادة شرعية منبثقة من اعادة توحيد الحزب، خلفاً للقيادة الانتقالية، اضافة الى انه عكس مدى تمسك الجميع بالوحدة. واضاف "ان المؤتمر افسح في المجال امام تثبيت الخط السياسي للحزب والتأكيد عليه"، مشيراً الى "اهمية الرغبة في التجديد، عندما انتخب للمرة الاولى سبعة اعضاء جدد في المجلس الاعلى هم سعادة وكفروني وصايغ واسبر وجابر والناشف ونورالدين". وبالنسبة الى اعمال المؤتمر، قال ان امناء الحزب ناقشوا التقرير السياسي الذي اعده رئيس الحزب قانصو، وكان وزع عليهم قبل ايام من انعقاده، مؤكداً انه شدد على التحالف الاستراتيجي مع سورية، وعلى دعم مشروع بناء الدولة في لبنان وخيار المقاومة. وتابع "ان التقرير عرض المراحل التي قطعتها اعادة توحيد الحزب والعثرات التي لا تزال قائمة"، لافتاً الى الانتقادات التي وجهت الى القيادة في هذا الشأن". على رغم اننا نعتبرها طبيعية بعد 11 سنة من الفراق داخل الحزب، وما تخللها من شحن نفوس لا يمكن تبديده بين ليلة وضحاها". وكشف ان اعضاء المجلس الاعلى سيجتمعون بعد ظهر اليوم لانتخاب رئيس وناموس له. على ان يدعوا خلال اسبوعين الى انتخاب رئيس للحزب بين المرشحين قانصو وعريجي والاشقر وحيدر.