تعرض حزب "العمل" الاسلامي الى انشقاق، وصفه مراقبون بأنه الأشد بعد اعلان قيام "حزب العمل الاشتراكي - الحركة التصحيحية" والذي قرر قادته خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. وتبحث لجنة الأحزاب في أوراق حزب "الجيل" الديموقراطي وهو انشقاق ثان عن الحزب ذاته. وقاد "الحركة التصحيحية" عضو اللجنة التنفيذية العليا الفنان حمدي أحمد. وقال ل"الحياة" إن "الحركة عادت بالحزب الى أصوله الاشتراكية، التي تأسس عليها العام 1979، وأنهت استيلاء الاسلاميين على الحزب". ويذكر إلى أن قادة حزب "العمل" أقاموا تحالفاً سياسياً مع جماعة "الاخوان المسلمين" خاض الانتخابات البرلمانية العام 1987 تحت شعار "التحالف الاسلامي". واعلن الحزب تغيير نهجه بعد عامين، والغى شعارات الاشتراكية من برنامجه، واعتمد النهج الاسلامي. ونتج عن هذه التطورات انشقاق القادة الاشتراكيين وأبرزهم أحمد مجاهد، غير ان الانشقاق لم ينجح في طرد الاسلاميين، أو الحصول على الترخيص الرسمي. وعقد حمدي أحمد اجتماعاً لأنصاره الجمعة الماضي في أحد فنادق العاصمة، وأعلن عقد المؤتمر العام للحزب قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، واختيار لجنة تنفيذية يرأسها هو، وضمت عمر الزير وأحمد حسين نائبان للرئيس، ومحمد المرشدي اميناً عاماً الى جانب ستة اعضاء من بينهم السيد عبدالله ابو الحسن الذي كان مديراً لمكتب رئيس الحزب المهندس إبراهيم شكري. وكان أبو الحسن قدم بلاغاً الى سلطات التحقيق المصرية، قبل عامين في شأن خرق الحزب قانون "الاحزاب" وتحالفه مع قوى سياسية محظورة الاخوان المسلمين، وطالب بالتحقيق في هذه الوقائع، وتطبيق العقوبات الواردة في القانون، التي تقضي بحل الحزب، غير أن البلاغ تم حفظه. وقال أحمد: "سأخطر لجنة الاحزاب خلال أيام بالتشكيل الجديد لقيادة الحزب، وسنطالبها بمخاطبتنا بصفتنا القادة الشرعيين والحقيقيين، وستصدر صحيفة "الجماهير" التي منع الجناح الاسلامي استمرار صدورها. في غضون ذلك تعقد لجنة شؤون الأحزاب اجتماعاً خلال أيام مع وكيل مؤسس حزب "الجيل" الديموقراطي السيد ناجي الشهابي الذي تولى منصب مساعد الأمين العام لحزب "العمل" لفترة تزيد عن 15 عاماً، وقرر عقب مؤتمر نيسان ابريل تأسيس حزب جديد. وقال الشهابي ل"الحياة": إن "تأسيس الحزب الجديد تم بعد الفشل في الوصول الى حلول وسط مع قادة حزب العمل الاسلاميين الذين استولوا عليه، وانحرفوا به عن مساره الاشتراكي". ويضم حزب "الجيل" 111 مؤسساً، بينهم 17 عضواً في اللجنة العليا، و11 أميناً للمحافظات في حزب "العمل" سابقاً.