} بعث الأمين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد برسالة عاجلة الى الأممالمتحدة طالبها بتحمل مسؤولياتها لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، في وقت رحب المسؤولون اللبنانيون بقرار مجلس الجامعة من العدوان الإسرائيلي الأخير. طلب عبدالمجيد في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قيام المنظمة الدولية بتحمل مسؤوليتها كاملة وكذلك مجلس الأمن لإيقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 425 القاضي بسحب قواتها فوراً من لبنان براً وبحراً وجواً من دون قيد أو شرط حتى الحدود المعترف بها دولياً، وضرورة اضطلاع الأممالمتحدة بالمسؤولية المناطة بها وفقاً لأحكام القرارين. وتضمنت الرسالة التي أرسلت عبر رئيس بعثة الجامعة في نيويورك السفير حسين حسونة قرار مجلس الجامعة الطارئ أول من أمس بشأن التضامن العربي مع لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. كما بعث عبدالمجيد رسائل مماثلة الى كل من رئيس مجلس الأمن والأعضاء الدائمين في المجلس، والأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم أحمد سالم والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور عزالدين العراقي. وصرح عبدالمجيد أنه سيبدأ سلسلة من اللقاءات والاتصالات الديبلوماسية والسياسية العاجلة مع عدد من الأطراف الدولية الفاعلة من أجل وقف هذا العدوان الإسرائيلي. ومن المقرر أن يلتقي غداً الثلثاء المبعوث الأوروبي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس بهدف حث الاتحاد الأوروبي على القيام بدور أكثر فاعلية من أجل الضغط على إسرائيل للكف عن اعتداءاتها على لبنان. كما يستقبل عبدالمجيد خلال أيام سفراء كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين وبحضور سفير سلطنة عمان في القاهرة مندوبها الدائم لدى الجامعة السيد عبدالعزيز الهنائي رئيس الدورة الحالية للمجلس لإبلاغهم بالموقف العربي الرافض للعدوان الإسرائيلي ومطالبتهم باتخاذ خطوات حاسمة لإنجاح عملية السلام وفق مرجعية مدريد ومبدأ الأرض في مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية خصوصاً 425 و426 و338 والتحذير من خطورة ترك إسرائيل تعربد في المنطقة من خلال إصرارها على تدمير كل فرص السلام. وكان قرار مجلس الجامعة العربية لقي ترحيباً في بيروت فأشاد رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص بموقف مجلس الجامعة وقال إنه "تضمن نصوصاً تدعم لبنان في نضاله لتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي بموجب القرارين 425 و426 وتؤكد حق لبنان في مقاومة الاحتلال حتى جلاء آخر جندي إسرائيلي عن أرض لبنان". وشكر عبدالمجيد ""على سرعة مبادرته الى تلبية نداء لبنان". وقال الرئيس الحص في حديث الى إذاعة "صوت العرب" "نحن لا نستطيع أن نفسر توقيت الاعتداءات الإسرائيلية علينا ولكن هذا العدوان جاء والموفد الدولي تيري رود لارسن في لبنان للتشاور حول إجراءات الانسحاب الإسرائيلي من لبنان". وأضاف "قد لا يكون هذا من باب المصادفة، لعل إسرائيل تريد من ذلك استدراج اللبنانيين الى المزيد من التصعيد لتزهق مهمة المبعوث الدولي". وقال مرجع رسمي لبناني إن المنطقة لا تزال تعيش في أجواء احتمال استئناف المفاوضات على المسار السوري، مشيراً الى أن هذه الأجواء تبقى قائمة الى تموز يوليو المقبل، لينصرف بعدها الرئيس الأميركي بيل كلينتون الى التفرغ نهائياً لخوض معركة الانتخابات الرئاسية لمصلحة نائبه آل غور. وأكد المرجع اللبناني ل"الحياة" أن لا ربط بين الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان وبين إمكان استئناف المفاوضات، حيث أن الانسحاب سيتم وربما قبل السابع من تموز وهو الموعد الرسمي الذي حدده رئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك لسحب جيشه من الجنوب. ولفت الى أن إسرائيل حاولت من خلال عدوانها على البنى التحتية إجراء تغيير في المعادلة الأمنية والعسكرية التي تحكم الوضع في الجنوب، لكنها عجزت عن ذلك، بعدما أدخل مجدداً سلاح الكاتيوشا كعامل أساسي في المعركة. وكشف النقاب عن أن الاتصالات التي تسارعت بين بيروت ودمشق وواشنطن ومن خلالها تل أبيب أدت الى إعادة إحياء سقف تفاهم نيسان ابريل لوقف إطلاق النار وقال: إن أركان الدولة اللبنانية كانوا على تشاور مع قيادة "حزب الله".