اتخذ مجلس الامن الدولي اول خطوة رسمية في تنفيذ القرارين 425 و426 واصدر امس الخميس بياناً رئاسياً أيّد فيه قرار الامين العام "بالشروع في التحضيرات التي ستمكّن الاممالمتحدة من الاضطلاع بمسؤولياتها بموجب القرارين". واخذ مجلس الامن بتعديلات سورية على مشروع البيان فأكد فيه "اهمية وضرورة تحقيق سلام شامل وعادل في الشرق الاوسط على اساس كل قرارات مجلس الامن ذات الصلة بما فيها القراران 242 1967 و338 1973". وعكس الأخذ بالتعديلات السورية أمرين مهمين هما: اولاً، ان سورية موافقة على مضمون البيان الذي يعتبر الانسحاب الاسرائيلي من لبنان بموجب القرارين 425 و426 خطوة مهمة في اطار حل شامل في الشرق الاوسط. وثانياً، ان الولاياتالمتحدة، بموافقتها على علاقة بين القرارين 425 و421 من جهة و242 و338 من جهة اخرى، في البيان الرئاسي، تبعث رسالة بأن ابواب التفاوض لا تزال مفتوحة. وادلى رئيس مجلس الامن للشهر الجاري سفير كندا روبرت فاولر، في جلسة علنية رسمية، بالبيان الرئاسي الذي جاء فيه "يرحب مجلس الامن برسالتي الامين العام الموجهتين الى رئيسه والمؤرختين 6 نيسان ابريل و17 نيسان اللتين تتضمنان اخطاراً بقرار حكومة اسرائيل، بصيغته الواردة في رسالتها المؤرخة 16 نيسان الموجّهة الى الامين العام من وزير خارجية اسرائيل، بسحب قواتها الموجودة في لبنان بما يتفق تماماً مع القرارين 425 1978 و426 1978 المؤرخين في 19 آذار مارس 1978 واعتزامها التعاون الكامل مع الاممالمتحدة في تنفيذ قرارها". وتابع البيان الرئاسي "ويؤيد مجلس الامن قرار الامين العام الشروع في التحضيرات التي ستمكن الاممالمتحدة من الاضطلاع بمسؤولياتها بموجب القرارين 425 و426 على نحو ما ورد في وصفه في رسالته المؤرخة في 17 نيسان". وزاد: "ويشاطر مجلس الامن الامين العام الرأي الذي اعرب عنه في رسالته المؤرخة 6 نيسان ابريل والقائل بضرورة تعاون كل الاطراف المعنية من اجل تفادي تدهور الوضع. ويرحب بقراره ايفاد مبعوثه الخاص الى المنطقة بأسرع ما يمكن ويشجع جميع الاطراف على التعاون التام في التنفيذ الكامل للقرارين 425 و426". اولى المراحل التنفيذية واضاف البيان "ويتطلع مجلس الامن الى قيام الامين العام في أقرب وقت ممكن بتقديم تقرير عن التطورات ذات الصلة، بما فيها حصيلة المشاورات مع الاطراف وكل الدول الاعضاء المهتمة والدول المساهمة بقوات في قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان، واستنتاجاته وتوصياته بشأن خطط واحتياطات تنفيذ القرارين 425 و426 وكل القرارات الاخرى ذات الصلة". ونصت الفقرة الاخيرة في البيان الرئاسي "ويؤكد مجلس الامن اهمية وضرورة تحقيق سلم شامل وعادل ودائم في الشرق الاوسط على اساس جميع قرارات مجلس الامن ذات الصلة، بما فيها القراران 242 و338". ويشكل البيان الرئاسي اولى المراحل التنفيذية للقرارين 425 و426، لتكون المرحلة الثانية استكمال المشاورات التي يقوم بها الامين العام ومبعوثه الخاص تيري رود لارسن، والمرحلة الثالثة والاخيرة قيام الاممالمتحدة باتخاذ الاجراءات العملية للتنفيذ. وتبرز اهمية البيان الرئاسي لمجلس الامن ليس فقط بكونه اول خطوة تنفيذية وانما ايضاً لأن مشاركة سورية في صياغته شكلت موقفاً مهماً فحواه انها موافقة على مضمون البيان الرئاسي بما فيه من مصادقة على انسحاب اسرائيلي بموجب القرارين 425 و426، وتعاون الجميع في التنفيذ، واعتبار هذا الانسحاب خطوة في اطار الحل الشامل علماً بأن البيان اكد اهمية وضرورة تحقيق سلام شامل في الشرق الاوسط. وجرت مفاوضات لبنانية - سورية - اميركية على مشروع البيان، الى جانب مفاوضات اخرى بين اعضاء مجلس الامن وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وتونس، العضو العربي الوحيد في المجلس. وجاءت الموافقة الاميركية على اقامة علاقة في البيان بين 425 و426 وبين 242 و338 لتعكس ناحية سياسية اخرى فائقة الاهمية موجّهة الى سورية، وهي ان الباب ليس موصداً امام المسار السوري - الاسرائيلي، وان تنفيذ القرارين 425 و426 قد يكون نافذة ايجابية. كذلك، عكس اخذ مجلس الامن بأكثرية التعديلات السورية على مشروع البيان رغبة دولية في طمأنة سورية على اقرار بترابط بين الامر اللبناني والامر السوري مع تأكيد اهمية التعاون السوري في تنفيذ اسرائيل القرارين 425 و426 انما ايضاً مع الحرص على عدم وضع فيتو من اي دولة او طرف. وتبدأ المرحلة الثانية من عملية التنفيذ للقرارين من جانب الاممالمتحدة مع وصول لارسن الى المنطقة الاسبوع المقبل. وذكر ان خبيراً في ترسيم الخرائط هو نيكولاس بينتر سيرافق لارسن الذي ابلغ المسؤولين اللبنانيين بعزمه على زيارة بيروت بعد اعياد الفصح. لحود في ايران الى ذلك، خرجت القمة بين الرئيسين محمد خاتمي واميل لحود بتنسيق لمواقف ايرانولبنان في مواجهة استحقاقات مرحلة الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان والبقاع الغربي واستمرار دعم طهرانلبيروت في مرحلة ما بعد الانسحاب. وكان الموقف الابرز اعتبار ابلاغ اسرائيل الامين العام للامم المتحدة عزمها على الانسحاب "انتصاراً للبنان ومقاومته وللعالمين العربي والاسلامي". وأيدت طهران المواقف اللبنانية المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين وعدم توطينهم، والمطالبة بالتعويضات الكاملة عن الاضرار التي اوقعتها الاعتداءات الاسرائيلية. وحظي تلازم المسارين اللبناني والسوري بتأكيد من الرئيسين انطلاقاً من "اهمية وحدة الموقف وضرورة تحصين التلازم بين لبنان وسورية على قاعدة حقهما في تسوية عادلة تسمح بفرض انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي العربية، ومن الجولان حتى حدود الرابع من حزيران، ومن الاراضي الفلسطينية بما فيها القدس". اما بشأن المقاومة التي يقوم بها حزب الله وبقية الاطراف اللبنانية فهي "حق مشروع، وستستمر حتى الانسحاب الاسرائيلي الكامل الى الحدود المعترف بها دولياً". وقد اكد ل"الحياة" نائب وزير الخارجية الايرانية محمد صدر ان "مستقبل حزب الله يعود لحزب الله والحكومة اللبنانية، اي انه شأن داخلي". واعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي خلال استقباله الرئيس لحود انه "طالما بقي الخطر الاسرائيلي فهناك شعور بضرورة وجود المقاومة"، مشيداً بدور "شباب المقاومة الاسلامية - التابعة لحزب الله - في انتصارات الشعب اللبناني". وذكّر بموقف ايران ضد "الصهيونية" وقال "ان ايران ستبقى دائماً الى جانب لبنان في مقاومة الكيان الصهيوني".