واشنطن - أ ف ب - اكد الرئيس الاميركي بيل كلينتون مساء الاربعاء وللمرة الثانية خلال 48 ساعة، انه يعود الى الرئيس السوري حافظ الاسد تقديم مقترحات لتحريك عملية السلام. وتأتي هذه الدعوة الجديدة من جانب الرئيس الاميركي الذي يحمّل بوضوح سورية مسؤولية غياب الحوار مع اسرائيل، بعد ثلاثة ايام من قمة جنيف التي فشل خلالها كلينتون في تحريك المفاوضات المتوقفة منذ العاشر من كانون الثاني يناير بين اسرائيل وسورية. وفي الوقت نفسه ابلغت الولاياتالمتحدة بشكل غير مباشر سورية ان امامها مهلة ثلاثة اسابيع لدفع عملية السلام قدماً. وذكر التلفزيون الحكومي الاسرائيلي ان واشنطن طلبت من اسرائيل اعطاء فرصة للمفاوضات مع سورية على الاقل "للاسابيع الثلاثة المقبلة". وقال التلفزيون ان كلينتون وجه رسالة بهذا المعنى الى اسرائيل، بواسطة المنسق الاميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط دنيس روس. ويهدف اعلان اسرائيل عن انسحاب احادي الجانب من لبنان بحلول تموز يوليو المقبل الى جعل دمشق التي تنشر 35 الف جندي في لبنان، في وضع غير مريح. وقال كلينتون في مؤتمر صحافي في البيت الابيض: "اذا كان الرئيس الاسد غير موافق على المقترحات الاسرائيلية بشأن المسائل المتعلقة بالاراضي، فلا بد من ان تكون هناك مقترحات يقدمها السوريون وتتناسب مع مطالبهم". واكد كلينتون ان "الرئيس الاسد يعرف الآن بالتفصيل الموقف الاسرائيلي". واضاف: "اذا اردنا تحقيق تقدم، فأعتقد بأنهم الاسرائيليين الذين بذلوا جهودا في الوضوح والتفهم يجب ان يعرفوا ما هو موقفه الاسد ورده على كل القضايا". واضاف: "عندما نعرف ما يريده الجانب الآخر ونرى اننا غير قادرين على تحقيقه، علينا عرض طرق بديلة في محاولة لتلبية المطالب التي دفعته الى مواقفه"، مؤكداً "هذا ما اقترحه وآمل ان يتم تحقيقه". ورأى الرئيس الاميركي ان "من الواضح ان رئيس الوزراء ايهود باراك يريد تسوية النزاع المستمر منذ اكثر من خمسة عقود واعتقد ان الرئيس الاسد يريد ذلك ايضاً". واضاف: "آمل ان نتمكن من الاستمرار في السير قدماً". وكان كلينتون اكد الثلثاء في اول تصريح له بعد قمة جنيف ان الكرة اصبحت في ملعب الرئيس السوري لتحريك عملية السلام مع اسرائيل. يذكر ان المفاوضات بين السوريين والاسرائيليين تتعثر امام مسألة الانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان التي احتلتها الدولة العبرية في حرب حزيران يونيو 1967. وتطالب دمشق بتعهد اسرائيلي بانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران 1967 على الهضبة الاستراتيجية التي تشرف على الجليل وبحيرة طبرية خزان المياه الرئيسي لاسرائيل، والطريق المؤدية الى دمشق. وتبدي اسرائيل استعدادا للانسحاب الى خط وقف اطلاق النار الذي كان قائما قبل حزيران 1967 لكنها تصر على الاحتفاظ بالسيطرة على الضفة الشمالية الشرقية للبحيرة.