هدد لقاء دعا اليه الرئيس عمر البشير قادة الحزب الحاكم بشق "المؤتمر الوطني" في ظل خلاف شديد اكتنف الدعوة. وتحول اللقاء الى حشد شعبي لتدشين الحملة الانتخابية للرئيس، بعدما قاطعه قادة الحزب بحجة انه عمل غير مؤسسي واستباق لإجتماع هيئة الشورى في الحزب المقرر منتصف الشهر الجاري. وشهد الاجتماع حشد ضخم بلغ آلافاً عدة كان بينهم الوزراء والولاة المعينين وشاغلي المناصب الرسمية في ظل وجود مكثف للمواطنين الجنوبيين وقطاعات شعبية. وخاطب اللقاء ممثلان للولاة و"هيئة علماء السودان" ثم البشير. وركزت كلمة البشير على التنمية ومستقبل البلاد. ولاحظ مراسل "الحياة" أن الحضور أبدى حماسة شديدة لترشيح البشير واعرب عن تأييده. وأعلن الامين العام للحزب الدكتور حسن الترابي وأمناء الحزب في ولايات البلاد ال 26 وممثلو الفئات وغالبية أمناء القطاعات في الحزب مقاطعتهم الاجتماع. وسارع أنصار البشير أمس الى حشد موظفي الدولة ومجندي الخدمة المدنية والسكان في الاحياء للقاء الذي عقد في مقر الحزب الحاكم في الخرطوم. وكانت الدعوة وجهت بداية وفقاً لخطاب مكتوب لعقد إجتماع لإقرار "برنامج النفرة الاتحادية الكبرى" يشارك فيه الرئيس ونوابه والامين العام ونوابه والوزراء وأمناء القطاعات والولايات وبعض قيادات الحزب من هيئة القيادة ورئيس مجلس الشورى ورؤساء مجالس الشورى في الولايات ورؤساء برلمانات الولايات وممثلين أمناء الحزب وقادته. لكن بدا أن الرفض الذي قوبلت به الفكرة دفع مؤيدي البشير الى توسيع قاعدة الحضور وتحويل اللقاء الى حشد شعبي. وراجت تكهنات في الخرطوم في شأن احتمال اقدام البشير على حل الامانة العامة للحزب الحاكم أو حل بقية أجهزة الحزب. وحذر الترابي أمس من خطوة كهذه، قائلا أن "الامانة العامة أعدت عدتها". ووصف الدعوة بأنها "أشد خطراً من قرارات الرئيس" التي حل بموجبها البرلمان وفرض حال الطوارئ. وإعتبر أنها "تضاعف روح الشقاق التي تورطنا في ظلها في تدابير فردية وإجراءات غير نظامية، وما نزال نتقلب في فتنة بسببها". تفاصيل ص 5 وبدا أن الترابي لم يكن ليمانع عقد اللقاء لو إكتفي بكونه حشداً شعبياً، لكنه كان سيلجأ الى تشكيل حزب مستقل لو اصدر اللقاء قرارات تمس التوازن القائم حالياً. وشكل "برنامج النفرة" مشروعاً قال عنه البشير في رسالة الدعوة الى الاجتماع أن "بدايته إجتماع جامع نشهد فيه الحضور على نياتنا القاصدة في توحيد الصف وإحياء مؤسسات المؤتمر ثم توضيح الرؤي المستقبلية لخط المؤتمر في حضور ألوان الطيف في المؤتمر كافة". ويعتزم البشير مواصلة اللقاءات بعقد لقاءات في الاقاليم في اطار برنامج "النفرة الكبرى" تركز على الترتيب لخوضه معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الاول أكتوبر. ولا يزال الترابي ومؤيدوه يعتبرون البشير مرشحهم الرسمي في هذه الانتخابات لكن المراقبين يعتقدون أن نتائج هذا الاجتماع والتفاعلات التي سترافقها ستقود المجموعتين حتماً في إتجاه تشكيل حزبين مستقلين. وعقد أمناء الحزب في الولايات إجتماعاً مع البشير لثنيه عن عقد اللقاء لكنه رفض ذلك ووافق على الاجتماع مع الترابي بعد اللقاء.