بدا الصراع بين الرئيس السوداني عمر البشير والأمين العام للحزب الحاكم المؤتمر الوطني الدكتور حسن الترابي مرشحاً للتحول الى نزاع على اسم الحزب، بعدما تأكد الفراق نتيجة تضاؤل الأمل بانعقاد اجتماع مجلس شورى الحزب والذي كان كل من الطرفين يعول على ترجيحه كفته. في غضون ذلك قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان من المنتظر وصول الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للاصلاح الى الخرطوم قريباً لإجراء اتصالات بطرفي النزاع، على أمل تجنيب الاسلاميين في السودان مواجهة باتت وشيكة. وقالت المصادر إن رئيس هيئة الشورى في الحزب الحاكم الدكتور عبدالرحيم علي الذي قاد وساطة في السابق بين الجانبين "يتجه نحو البحث في إجراءات الفراق بإحسان" بين الجانبين، وتشكيل حزبين بدلاً من جر مؤيدي البشير والترابي الى ساحة معركة جديدة. ولم تستبعد المصادر أن يستعين علي بالقرضاوي والزنداني اللذين يحظيان باحترام واسع في دعم توجهه. ومن المقرر عقد اجتماع هيئة الشورى التي تضم 600 عضو وتعد جهاز الحزب الأهم في غياب مؤتمره العام في 18 الشهر الجاري. وأعلن هذا الموعد قبل اندلاع الازمة الاخيرة التي بدأت بقرار البشير تجميد منصب الامين العام ونوابه وأمناء الحزب المركزيين وأمنائه في ولايات البلاد ال 26 ونوابهم ومكاتبهم، ثم تفاقمت بإعلان هيئة قيادة الحزب التي يرأسها الترابي فصل البشير وسبعة من أنصاره القياديين من "المؤتمر". وقالت المصادر إن اجتماع هيئة الشورى بات مستبعداً في ظل هذه الظروف لأن الطرفين لم يعودا يرغبان فيه لأسباب تخصهما على رغم الاعلانات الرسمية عن المشاركة في الاجتماع الذي تأمل القواعد بأن يكون حاسما. وشرحت تلك الاسباب بقولها إن "البشير يخشى أن يثير الاجتماع ضجة بعد ظهوره بمظهر الممسك بناصية الامور، ويستبعد أن يوافق الاجتماع الذي يضم قيادات الاسلاميين في كل أنحاء السودان على انتخاب أمين عام جديد بدلا من الترابي، أما الأخير فسيجد مشكلة في انعقاد الاجتماع لأن هيئة القيادة التي رأس اجتماعها قررت عدم عقد اجتماع هيئة الشورى قبل سحب السلطات قوات الامن التي باتت تحتل كل دور الحزب الكبيرة في العاصمة والاقاليم، وكذلك ضرورة انعقاد الاجتماع وفقا لجدول أعمال مقدم من الهيئة القيادية". وبات واضحا في ظل هذا الوضع والتوتر الشديد الذي انتقل الى القواعد للمرة الأولى أخيراً على رغم استمرار المواجهة العلنية منذ ستة أشهر، أن الجانبين باتا حزبين ويتصرفان على هذا الاساس، لكنهما يتشبثان باسم "المؤتمر الوطني" لأسباب متعلقة بالولاءات التي جمعها هذا الاسم من خارج تنظيم الحركة الاسلامية القديم، وبسبب خشية الطرفين من أن ينظر أفراد القاعدة الى من يستخدم اسماً جديداً نظرتهم الى المنشق والخارج عن الصف. وتوقعت المصادر أن يستمر التجاذب حول الاسم، مما سيقود الى تسميات مثل "المؤتمر الوطني - جناح البشير" و"المؤتمر الوطني - جناح الترابي".